اليمن بين انقلابين

د. أحمد عتيق
الاثنين ، ٢٩ يناير ٢٠١٨ الساعة ٠١:٥٣ مساءً

 

هاهي الرصاصات تعمل بأيدي الجبناء ، وابتسامات الأطفال تستشهد ، وقلوب العذارى والأمهات والأخوات والزوجات تُجرح وتكاد تموت ألماً على استشهاد حبيب ، واحتراق وطن وهاهي دموع الأطفال قد جفت وبكاءها صار دماً على الأب الكبير الوطن الحبيب.


يعني أن كل سعيد صار تعيساً بسبب انقلاب بدأ في صنعاء وفصوله يراد لها أن تُختم في عدن بما يطلق عليه البعض اليمن بين انقلابين وأنا أقول إنما هو انقلاب واحد فصوله ممتدة ، وأحداثه متتابعة ، وحبال الود بين القائمين عليه هنا وهناك متينة ، وجسور الدعم تنبع من يدٍ واحدة تحافظ على زخم الانقلاب في صنعاء وتوقد شعلته في عدن وهي في آن تعلن دعمها للشرعية يالسخرية الأقدار أن وقعت اليمن بين يدي أخٍ لئيم إحداهما تجرح والأخرى تمسح.


ما الفرق بين حوثيٍ وزُبيدي؟ كلاهما قد جعل من الشر منهجاً والرصاصة أداة والكراهية هدف تغذي توجهه نحو اليمن ليرضي بولاء كبير حذاء سيده أينما كان سواء كان في أبو ظبي أو طهران لا فرق فكلاهما على خليج واحد ينزعان عنه العروبة ويلبسانه ثوب اللعنة.


الخليج امتدادنا وجذورنا فيه ونحن أصله وانبثق منا فكيف بالله يصير قريبك عدوك؟.
اليوم لابد أن تراجع الحسابات وأن توضع النقاط على الحروف حتى نعرف من مع اليمن و وحدته ، استقراره ، سيادته ، سلامة أراضيه ، و من ضد ذلك؟ ؛ لتنجلي الأمور وينكشف الغطاء عن المستور ليُعلم الخبيث من الطيب.


بالأمس طُعنت اليمن في الخاصرة ممن يدعون أنهم أبناءها لصالح أجدادهم في فارس ، واليوم تطعن اليمن في قلبها أيضاً ممن يدعون ذات المسألة وهم يعملون لقوى خبيثه تحركهم ومن وراءها فارس. 
ما الذي تريدون منا؟. نحاول أن نستعيد الدولة فتقضمون أطارافها ، و سواحلها نحاول أن نستعيد السلم في اليمن فتشعلون النار فيها ، نحاول أن نزرع ورداً فتضرمون ناراً تحرق كل الورد. متى تعقلون؟.
هذه اليمن التي امتد خيرها إلى كل شبر في أرض العرب سلماً ، وعطاء ، وبناء ، و عمار عبر التاريخ. فلتتذكروا عند أن نستعيد عافيتنا نحن من سيمد يده لتطبيب جراحاتكم ، و لنعيد إليكم كرامتكم ، ولنعلمكم أيضاً قيم الوفاء ، و المروءة لأصل العروبة .


إذاً فليدرك الجميع أن آخر جراحاتنا وآلامنا هي ما يحدث اليوم من محاولة تمزيق وطن ، واستلاب دولة ، وتعميق الجرح في علاقة اليمنيين فما تبقى في جرابكم من سم لتنفثوه اللحظة قبل الغد وسنُريكم أننا بقيم السلم ، والأصالة سننتصر ، و ستعود الشرعية كعنوان للقانون ، و الدولة ، و الوطن فتهيمن على ما عداها شريطة أن تتطهر شرعيتنا من الانتهازيين، المتمصلحين ، الفاسدين ، الحالمين في بقاء الدولة وخيراتها بوصفها غنيمة لهم ، حتى يستعيد الوطن عافيته واليمنيون دورهم في خدمة الوطن والأمة ، وإن تعددت الانقلابات واستمرت فإن خاتمة أمرها في موتها ، والنصر سيكون حليف اليمنيين حاملوا راية الحب والسلام.

اكاديمي وسياسي يمني

الحجر الصحفي في زمن الحوثي