البطون المُلهَمَة المُنَعّمَة

د. أحمد عتيق
السبت ، ١١ يناير ٢٠٢٥ الساعة ٠٣:١٧ مساءً

 

**كل ما طال المساء، أشعر أنكِ سلطانةُ قلبي..

وحين يبدأُ الليلُ، يسكنُ، ويُغنّي، يحنُ إليكِ، ويأنُ عليكِ، ويستجير بِكِ من شدة الخوف من لحظةٍ ساحقةٍ، غادرة، تُبقيهِ وحيداً، وتجعلُكِ كسيرةَ عاصفةٍ، طاغية، ولا مأوى لكِ غير قلبٍ جريح، يعشقُكِ، يُقبِّل الأرض تحت قدميكِ، ومن فوقها، والساريةَ التي ترفعينها، عاليةً خفاقةً في سمائنا، وأنتِ ساهرةٌ، صامدةٌ، قاهرة..

**سمعتُكِ ذات زمنٍ خائنٍ، تُحذرينَهم، لا تقربوه، لا تلمسوه؛ مسراي، ومسكني، هو..

هو لي الحُبُ، والقصيدةُ، والأغنيةُ، أنا روحهُ، ظلهُ، وقطر الندى، وكرامته الباقية، وكل عناوين الحياة العامرة..

**متى أيها الأبناء المتآمرون، الأِخوة، الأعداء، الخائنون، ما أدري ما أنتم، تُخلونَ لنا ولو بُرهةً من سعادةً عابرة؟..

متى تلتفِتون إلى يدٍ لطخت كل الفضاء، ونشرت سُمَها الزُعاف، في أرجائها الطاهرة؟، متى تُخرجون من بينكم الدخيلُ، العابرُ، اللقيطُ، العاهرُ، ابن العاهرة؟..

**أتنتظرون أيلول، لتحتفلوا على أشلاء، مُستقبَلنا، والدمِ المسفوح لأطفالِنا، وأبطالِنا، وأحلامِنا، والانتصار المهزوم، على يدِ أدعياء، النسب، والنطفةِ الكاذِبة؟..

**لتنتظروا، فإنا لسنا معكم من المنتظرين، وترقبوا فلن نقبَل بأخٍ لِأيلول يعزفُ أُغنيةَ الحلم ويطرب برفقةِ داعرة، وآخر يحملُ راياتنا، مُنَكّسَةٌ وبيَدٍ خائرة، تسقطُ في حُضن عرجاء فاجرة..

**يخاف أن يقترِب، حُلمُنا، من ليله الماجن، وحُريتُنا، من لحظات خيانته السافرة، يُزمجِر ويغضب، يُعلِن بكلماته البلهاء؛ أنا القائد، المُحرِر، لتعلموا أن النصر قادم والحرب ضد الفساد قائمة، والبلاد إلينا عائدةٌ ظافرة..

**اطمئنوا والعيش، والملح، وبطوننا المُلهَمَة، المُنَعّمَة أننا نعمل في كل الزمان، ولن نُغادر هذا المكان، إلا وقد سطرنا البطولات، ومحونا أوهام الطامعين، ورددنا عُهدة الوطن إلى أصحابها، من بين كل مخالب الوحوشِ، الكاسرةِ، الماكرة..

أكاديمي وسياسي يمني

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي