‏المندوب السامي الاماراتي في اليمن

د. أحمد عتيق
الاثنين ، ٠٨ مايو ٢٠١٧ الساعة ٠١:١١ صباحاً
 
‏*اقتربت الساعة وانشق القمر عن مكارهَ وأحقاد جسام تكاد تعصف بالحلم، والهوية، وكانت اليمن أول ضحاياها على طريق استعمار الأمة، وأول الخناجر التي ستُغرس في خاصرتها. فإيران عبر التاريخ تعتقد أن هذه الأرض، وساكنيها ملك يمينها!!! لذلك فهي تعمل من أجل إخضاعنا ثأراً لهزيمتها التاريخية من قِبل العرب في عهدي ما قبل الإسلام، وما بعده.
 
 
‏وننوه هنا إلى أن تنبه الأمة لمكائد الفرس وطموحهم غير المشروع في السيطرة على منطقتنا، ومصادرة القرار السياسي منها والسيادة، سيعمل على تحجيم الدور الإيراني ويحد منه، ويُعيد العمل العربي السياسي المشترك إلى الواجهة حفاظاً على هويتنا ووحدتنا.
 
 
‏*فها نحن اليوم نشهد كيف أن إيران بأياديها الخبيثة وعملائها تعبث باستقرارنا وأمننا وتحاول بكل ما أوتيت من خبث في فرض هيمنتها وطغيانها على كل ما يحيط بنا ، أو نأمل به في المستقبل، لتكن هي كما ترسم في سياساتها المرجع والمآل، ونتيجةً لهذا وجدت الدول الغربية الأرض، والظرف المناسبين لتمارس في سياساتها ابتزازها لمنطقتنا سياسياً، واقتصادياً وتأجيل أحلامنا في النهوض والبناء والتقدم والحرية استغلالاً للتوتر الحادث بين العرب وإيران  ما قد يؤدي إلى احتدام الصراع مع فارس ومن يقف وراءها، ما قد ينعكس سلباً على مسار التطور عربياً في المجالات كافة.
 
 
‏وأعتقد أن المشكلة بالنسبة لنا في اليمن هي أكثر فداحة وأكثر تعقيداً من غيرها في الوطن العربي. فالحوثي المخلوع قد تبرع في القيام بالدور على أكمل وجه في زعزعة استقرار وأمن المنطقة بغية الرجوع إلى السلطة، وعلى وفق الأجندة الإيرانية.
 
 
‏ما يحدث في سوريا أو في العراق ولبنان وما يُهيئ لحدوثه في بعض أماكن قارة أفريقيا يختلف من حيث الشكل والسيناريو مع ما يحدث في بلدنا اليمن وإن كانت النتيجة ستكون واحدة الممثلة بسيطرة إيران على الممرات البحرية والبرية في منطقة الجزيرة العربية والقرن الأفريقي.
 
 
‏*لذلك أظن أن ضوء الصبح قد كشف كثيراً من المستور سواء كان في الشمال أو في الجنوب فالأحداث تُبين لنا تنسيقاً مباشر أو غير مباشر في اليمن بين تحالف الإنقلاب مع بعض من يدعون عملهم من أجل استعادة الهوية الجنوبية بدعمٍ مع بعض من انخرطوا في التحالف العربي الذي عرفنا أن الهدف منه هو دعم الشرعية واستعادة الدولة، وليس غير ذلك. لكن الأحداث الجارية الآن تُخبرنا بجلاء أن بعض من يقاتل إلى جانب الشرعية سواء كان يمنياً في الجنوب او عربياً من الإمارات يعمل خارج الأجندة العربية والوطنية وان مراميه مضمونها تمزيق اليمن من دون حسبان مخاطر هذا الامر على اليمن والإقليم بحجمها الكارثي، ومآلاتها التي لن تُحمد عُقباها.
 
 
‏*إن قرارات رئيس الجمهورية الأخيرة بأصالتها السياسية والقانونية لن تخرج عن إطار المألوف في تغيير من لا يعمل بمن هو أجدر، وليس المنصب حكراً على فئة أو مكسباً شخصياً، كما أنه أيضاً ليس منحةً من الإمارات أو غيرها كي يتم الرفض والإنزعاج والغضب غير المبرر سواء كان من المسؤولين الإماراتيين أو من أياديهم التي تضرب بها في الجنوب.
 
 
‏في هذه المسألة خرج قرقاش الإمارات عن الحصافة والدبلوماسية ونسي موقعه كمسؤول، ولم يحسب أيضاً ان تصرفاته وتصريحاته تكشف المكنون الذي كنا نخمنه وأصبح حقيقة في أن الإمارات لم تأتي إلى اليمن دعماً للشرعية وإنما الغرض خاص تمثل في السيطرة على الجنوب وخاصة عدن، ونحن نعرف ماذا تعني في التاريخ والجغرافيا عدن، سياسياً واقتصادياً وعلى مستوى العالم.
 
 
‏*للأسف أن من نظنهم من بني جلدتنا، ونحسبهم أنهم ينتمون إلى يمنيتنا قد أبانوا عن ولاء لغير الوطن واتباع في الأوامر لغير من كلفهم بالمهمة وهو رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، بل أنهم قد أظهروا تمرداً غير مسبوق ومن بين هؤلاء من يدعي اتباع الشريعة والدين فهو ينهى في أدبياته في الخروج عن ولي الأمر ونراه قد جافى هذه المسألة وتجاوز ذلك بعيداً فأصبح يوالي غير ولي الأمر يقود المظاهرات، ويُلمّح بإعلان المقاومة المسلحة، والتشجيع الإماراتي يسير في هذا الإتجاه.
 
 
‏*نذكّر أن عدن مازالت من اليمن حتى وإن حدث إنفصال، وأن المسؤولين فيها من عيّنهم في مواقعهم هو رئيس اليمن ولم يصلوا إلى هذه المواقع عن طريق المنحة أو المنّة الإماراتية عليهم، ولكن بعضهم يتصرف وكأنه المندوب السامي للإمارات ويعمل وفقاً للوصاية الإماراتية كما يظن على المناطق المحررة.
‏بئساً لهذا الوهم الذي سيدفع الوطن إلى احتراب واحتراق من نوع آخر بين أطراف الشرعية، وهو ما سيقود المسألة إلى النتيجة الليبية.
‏*دعوا عاصفة الحزم تمضي نحو هدفها، وتؤدي الغرض منها.
 
 
‏ونذكّر أخواننا في الإمارات أن يعملوا بتناغم مع دول تحالف استعادة الشرعية في اليمن كما يصنع أخواننا الكويتيون والسودانيون والبحرينيون والقطريون وغيرهم، وكما يتحمل العبئ الأكبر في هذا الأمر الأخوة السعوديون. ولم نرى من هؤلاء جميعاً تذمراً أو تململاً ولم تتضح لهم مشاريع خاصة، بل هم يبذلون النفس والمال والجهد والوقت من دون توانٍ أو تراخٍ أو تردد فكل التحية لهم، وعتبنا على إخواننا في الإمارات.
‏وننوه هنا أن التاريخ يسجل ويرصد كل شيء فيرفع من سما بأخلاقه وانتمى لعروبته ويخفض أصحاب الأعمال المشبوهة سواءً كان في السياسة أو غيرها.
*‏أكاديمي وسياسي يمني.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي