{ نساء عدن يـُحرِجنَ ذكورها }

علي هيثم الميسري
الأحد ، ١١ مايو ٢٠٢٥ الساعة ١٠:٠٣ مساءً

 

كان يوم أمس يوم فريد من نوعه عندما إختلت الموازين وتبعثرت الرجولة وتـَجـَلـَّت الأنوثة عندما خرجن حرائر عدن للتظاهر مطالبات السلطة والحكومة بتوفير الخدمات وعلى رأسها الكهرباء ، ولم يـَكـُن ذلك الخروج إلا بعد أن يئسن تلك الحرائر والماجدات العدنيات من إنتفاض ذكور عدن المحسوبين على الرجولة عن طريق الخطأ ، فأولئك الذكور كان جـُل همهم طيلة الفترة الماضية بتوفير المال لشراء الكيف سواء القات أو غيره ، بالإضافة إلى مشاهدة مباريات كرة القدم والتسكع في الطرقات والسب واللعن فيما بينهم ، ولا أدري هل غالبية ذكور عدن تملكهم الخوف من القمع من قـِبـَل المليشيات المارقة أو السجن أو الإخفاء ؟ ، وإن كان كذلك إذاً مابال تلك النسوة هل كـُنَّ أكثر شجاعة من ذكور عدن ؟ .

 

     أتذكر قبل زمن فائت منذُ بداية الأزمة كان غالبية ذكور عدن ما أنفكوا سخرية من قبائل طوق صنعاء عندما رأوا النساء الصنعانيات وقد إنتفضن وكان ذكور صنعاء متقوقعين في بيوتهم ، وهنا نقول دار الزمن والذي عاب بالأمس إستعاب اليوم ومن تتبع عورة أخيه كشف الله عورته ، والسؤال المهم الذي أحببت أن أنفـِضُ غباره هل ثمة رجال في عدن قد شعروا بأن الجنس الآخر فعلن مالم يستطيعوا فعله ؟ أم أنه لا يوجد رجال والمتواجدين في أرض عدن المباركة ما هم إلا ذكور لا يمتون للرجولة بــِصـِلة ، وهنا أقول لنساء عدن لقد أحرجتوا الذكور وما على تـِلكـُمُ الذكور إلا أن يبادلوكـُنَّ الأدوار فأنتـُنَّ لـَكـُنَّ ساحات التظاهر وهم عليهم المكوث في البيوت للطبخ والغسل وإرضاع الأطفال .

 

2025/5/11م

 

علي هيثم الميسري

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي