في وجه الحملة.. تعز تنتصر لأطبائها

حنين العريقي
الأحد ، ١١ مايو ٢٠٢٥ الساعة ١٠:٠٢ مساءً

 

في زمن تُحاصر فيه الحقيقة كما تُحاصر تعز، يقف الأمل في أروقة المؤسسات التي ما زالت تقاتل لتبقى، وفي مقدمتها هيئة مستشفى الثورة، التي لم تكن يوماً مجرد مبنى طبي، بل روح مدينة تقاوم بالمشرط والضماد ما فشل السياسيون في مقاومته بالكلمة والموقف.

 

اليوم، الأحد 11 مايو 2025، وقف موظفو هيئة مستشفى الثورة ليقولوا "لا" في وجه العار، "لا" في وجه التحريض المنظم الذي يستهدف شرف المهنة وقدسية الرسالة. هذه الوقفة، التي دعت إليها اللجنة النقابية في الهيئة، لم تكن وقفة مطلبية كما جرت العادة، بل كانت صرخة في وجه من يحاولون ضرب ما تبقى من روح المؤسسات في مدينة لا تزال تحلم بالعودة إلى الحياة.

 

أكثر من 16 موقعاً حوثياً، ومواقع أخرى معروفة الولاء لمشاريع مشبوهة، منها موقع "وهاج المقطري" – مستشار وزير الصحة في صنعاء – وموقع "الحجرية 2"، تشن حملة شعواء ضد كوادر المستشفى، تحاول بكل دناءة أن تشكك في نزاهتهم، وفي أداء هذا الصرح الذي صمد في وجه الحرب، والخذلان، والإهمال.

 

التحريض على هيئة مستشفى الثورة لا يمكن قراءته خارج سياق الاستهداف الممنهج لتعز، ولا خارج مشروع إضعاف مؤسسات الدولة فيها، التي بدأت تلملم شتاتها رغم الحصار، ورغم جراح السنين. هذه الحملة ليست فقط ضد الأطباء والممرضين، بل ضد كل نفس تسعى لإبقاء تعز حية، صامدة، رغم الموت الذي يطوّقها من الجهات الأربع.

 

ما لا يفهمه أعداء الحياة، أن المساس بكوادر مستشفى الثورة هو مساس بكرامة المدينة، وكرامة المرضى، وكرامة الناس الذين يضعون ثقتهم يومياً في يد طبيب يقاتل بأبسط الإمكانيات، ليمنح فرصة نجاة جديدة، أو حياة جديدة لطفل أو امرأة أو جريح.

 

هذه ليست معركة إعلامية فقط، إنها معركة وعي، معركة أخلاق، معركة بقاء.

 

على الجميع أن يدرك أن الصمت أمام هذا التحريض هو تواطؤ، وأن التواطؤ مع من يستهدف مؤسسة طبية في زمن الحرب، هو سقوط أخلاقي لا يغتفر.

 

على المنظمات، والنقابات، والناشطين، وكل الغيورين على تعز، أن يعلنوا بوضوح موقفهم من هذه الحملة. لا حياد في المعركة بين الحياة والموت، ولا رمادية في المعركة بين من يبني ومن يهدم.

 

ختاماً، ستبقى هيئة مستشفى الثورة رمزاً لصمود تعز، وستبقى كوادرها شوكة في حلق من يكره الضوء والنقاء. أما أولئك الذين يعتاشون على التحريض والكذب، فسيُكتب اسمهم في سجل الخزي، لأن التاريخ لا يرحم من تآمر على الحياة.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي