ذكرى الانكشاف المتكررة..!

فائد دحان
الخميس ، ٢٠ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٣:٢٢ مساءً
ثلة أجساد طاهرة غادرتنا عنوة لتسطر لنا ذكرى تنكشف أمامها عورات الكثير من أدعياء التغيير وأعداء الثورة. 
هذه اليوم كانت كفلية بفضح نظام وإبداء نوايا تسترت خلف قضبان مشاريع التقزم والرجعية والحلم بعودة مشروع التجهيل القاتل للحياة. 
منذ اربعة أعوام والثامن عشر من مارس يوم ثوري بامتياز فيه سقطت هالة صالح محلياً ودوليا فتنصل عنه كثير ممن كنا نسيء الظن بهم لينحازوا إلى مطالب شعب ذاق وبال أمره وقضى ردحا من الزمان عبدا تحت إمرة طاغية كنا نظنه حاكم خرج من عباءة الكهنوتية والظلم والتخلف. 
في العام 2011م أعلن عن عهد جديد تكشفت فيه كل خفايا كانت غائرة في جسد هذا الوطن.. 
في يوم جمعة الكرامة كشفت نوايا علي عبدالله صالح المشتاقة بلهف للدماء المدشنة لحرب لا تبقي ولا تذر. 
يومها فقط أراد صالح أن يختبر مدى قوته في كل شيء. 
أراد معرفة قوته العسكرية فبدت لنا صورة سفاح عمد طيلة حكمه بالدماء. 
وأراد تشويه التاريخ كعادته فغير تاريخ ميلاده من السابع والعشرين من نوفمبر إلى شهر مارس.
عزم على تدشين مرحلة سيلان أنهرا من الدماء فجرت من جسده. 
نوى أن يصعد من جبروته الطاغي في الحكم فسقط حكمه.. 
عمل جاهداً لنقل السلطة وراثيا لنجلة الأكثر طغيانا حكرا عليه وعلى آله فانتقلت من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب... 
سمح لنزواته البروز في صورة مبيد بالحديد والنار فتناشل الحديد والنار جسده المهترئ جملة وتجزئه وشظايا. 
عزم على تغيير لون الوطن بالدم وحتى السواد فسود الله وجهه. 
وهكذا أيضاً مع مرور الوقت وتتالي الذكرى الأولى والثانية والثالثة تنكشف حقائق كثيرين منهم من كنا نعده فصيل ثوري ومنهم أفراد استغلوا الثورة لصناعة نجوميتهم سرعان ما غابوا وتواروا خلف أسدال كانت تحجب عنا معرفة حقائقهم ولمن يعملون. 
فبذات القدر التي كشفت لنا مذبحة جمعة الكرامة انسانية وحكمة الجنرال علي محسن ومعه كثير من القادة العسكريين والقبليين والسياسيبن كشفت لنا الذكرى الأولى عن طابور خامس كان يزعزع ويميع مطالب الثورة وأهدافها. 
ثمة قذارة كامنة في مقابر كتلة بشرية قدمت لعلي صالح خدمات جليلة بإحداث شروخات في صفوف الثوار تطورت هذه الخيانة إلى طابور خامس ومع حلول الذكرى الثالثة تطورت مهام هذا الفصيل للعمل في صف الثورة المضادة واليوم يتولى هؤلاء عملية هدم أهداف ثورات اليمن منذ 26 سبتمبر و 14 أكتوبر و 11 فبراير من خلال مشروع قبحه اليمنيين منذ زمن. 
بدى قبح هذا الفصيل كبيراً ومهولا في ادعاء الحق الإلآهي في حكم ناس ساوى بينهم الاسلام وفرقته عنصريتهم المقيتة. 
تحالف أحفاد الإمامية مع قادة العهد اللئيم ضد مشروع التغيير وعرقلوا عملية الانتقال السياسي ولطخوا ايديهم بدماء اليمنيين وجهدوا في إهلاك الحرث والنسل وتدمير اليمن واستجلبوا الدعم الخارجي وتحركوا بشكل كتل بشرية نتنه لهدم الوطن ومستقبله. 
ما لم يدركه كثير من فئات المجتمع من وراء هذه العمليات الانتقامية أن جل هدف لهم هو التغطية على كثير من جرائمهم في حق اليمن ونستطيع القول أن مع كل ذكرى لمذبحة الكرامة يدشنون مرحلة جديدة من القتل والتدمير بحق البلاد والعباد ، ليس لشيء وإنما لمشاركتهم الفاعلة في مجزرة جمعة الكرامة في الثامن عشر من مارس 2011م وهذا ما سيكشفه التاريخ حتما طال الزمن أو قصر. 
إذا فإن ذكرى جمعة الكرامة هي ذكرى الانكشاف الكبير في ثورتنا المباركة التي ستظل تتعرض لمحاولات يائسه لإخمادها وينكشف مع كل ذكرى لها قبح جديد ووجه جديد يعمل في صفوف الثورة المضادة ولن ترى ثورتنا طريقها حتى نرى حاكماً يضع لهم حد ونهاية تبني وطن قوي ومستقبل أجمل وفاء وعرفانا لدماء شهداؤنا الأبرار.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي