عليميان في حضرة صاحبة الجلالة .!

فائد دحان
الاربعاء ، ٢٩ يونيو ٢٠٢٢ الساعة ٠٣:٤٥ صباحاً

تراجعت كثيرا عن كتابة هذا المقال كي لا يفهمه البعض انه نوعا من التزلف وليس قول الحقيقة و قناعتي السابقة في حق من سأعنيهم في صدر المقال.

في العام الدراسي 2003 - 2004م  كنت طالب بكالوريوس اعلام في جامعة عدن حينها لسوء فهم مع إدارة أمن جامعة عدن تم توقيفي و سجني في سجن خاص بالجامعة مؤقتا لترحيلي إلى سجن التواهي الشهير. كانت الدولة حينها تخوض حروبها مع جماعة الحوثي و لاني كنت احب بناء علاقات واسعه مع كل من اعرفهم من طلاب و أكاديميين فقد آثار شجون الأمن إلى التحقيق معي. بعد مرور نصف نهار تقريبا وقبيل انتهاء اليوم الدراسي تفاجأت برجال الأمن بإطلاق سراحي و اخذي إلى قاعة الدرس والاعتذار لي.

قلت لهم ما هي تهتمي، افادوني حينها بأنهم شكو بأنني أعمل مع جماعة الحوثي الملعونه.  ما خلف الكواليس : و انا في الحبس تجمع كثير من الطلاب والطالبات لحيث مكان احتجازي يطلبوا من الأمن الإفراج عني، ولكن ذلك لم يفد ابدا ، قام احد المعروفين مع الدكتور عبدالله العليمي الذي كان حينها نائب رئيس اتحاد طلاب جامعة عدن وكان يعرف انني تعرضت لظلم او لتهمة لم اقترفها و فورا تحرك الدكتور عبدالله العليمي الذي لك أكن اعرفه حينها ولم اصادفه ابدا بحياتي بالتحقيق بالأمر و عندما وجد انه تم توقيفي بلا اي ذنب طالب إدارة امن الجامعة باخلاء سراحي فورا و لكن تعنت رجال الأمن كان ردة فعل واجهها الدكتور عبدالله العليمي بردة فعل أعنف و ارسل رسالة لمدير أمن الجامعة انه اذا لم يطلق سراحي فإن جامعة عدن غدا ستكون نار عليهم.

و تحت تأثير هذا التهديد تم الإفراج عني و الاعتذار لي و بعد معرفة السبب زاد احترامي لرجال الأمن وبنيت معهم علاقة حتى تخرجي، ولكن هذا الحدث كان بداية لعلاقة مع رجل لم أكن اعرفه.

لطالما كانت أمي تدعو لي بلهجتها "الله يرزقك يا بني وكيل شاجع ما هو ذليل غني ما هو فقير"

هذه الدعوة التي لا تزال ترعاني حتى اليوم، والتي كانت رديفه لدعوة جدتي رحمة الله تغشاها "الله يجعل عدوك أعمى مقيد"

وانا احاول ابحث عن خفايا الحكاية أخبرني صديق انه هو من أبلغ الدكتور بصفته مسؤول عن الطلاب وعلى إثر ذلك بذل الدكتور جهوده التي مثلت نقطة انطلاق والتقاء.

شدني الشوق للتعرف عليه أكثر وأكثر وهذا ما كان، تعرفت عليه رجل مختلف، قيادي طلابي ناجح وفذ وبعدها قاد العديد من الأعمال الاستثمارية بنجاح باهر.

دام تواصلنا حتى تخرجت من جامعتي الذي احببت فيها كل شيء حتى السجن والسجان والمنقذ وكثير من الزملاء والزميلات و حين كان الوداع في التخرج بكيت ثم بكيت حتى ظن احد الزملاء انني اذرف الدموع حزنا على الزميلات.

بعدها اعترف انه تواصلي مع الدكتور كان فيما ندر او عن طريق الصدف و يا ما أحلى الصدف التي وجدتني فجأة أثناء حصولي على وظيفة رسمية في مكتب رئاسة الجمهورية لأجد الرجل الشامخ الدكتور عبدالله العليمي أمامي، كان لقاء انعتاق و مفاجأة هلل روحي حينها و امتطى صهوة التوهج في بهاء رجل له في نفسي تأثير كبير.

حينها أخبرت بعض الزملاء عنه و حنكته الإدارية الفريدة و انه يعيش حالة من الطموح لن يتوقف حيالها و سوف ينالها وهذا ما حصل بالضبط حتى تواصل معي قبل فترة بعض الزملاء يخبرني كم اني كنت محق بعد أن صار ما توقعته وأصبح الدكتور في مركز هام لخدمة الشعب والهم الوطني، أقسمت له حينها انه لم يقوده إلى هذا المكان الا نجاحة ومثابرته فقد كان الأول من حيث الإنجاز في رئاسته لدائرة السلطة المحلية بمكتب رئاسة الجمهورية و حين كان نائب مدير المكتب بعد أن فشلت مع محمد مارم مدير المكتب في تفقد بعض الزملاء الذين يعيشون بلا رواتب كان الدكتور عبدالله يلبي طلبي و يبادر لتفقد الزملاء في دعم زملاء المكتب الموقفه رواتبهم من تجارته الخاصة وليس من مال الدولة لأني اعرف من أين كنت أخذها و احولها للزملاء.

لقد كانت رحلة معرفة من الحرية إلى المحبة والاعتزاز..

الحكاية الأخرى.. بدأت بعد تخرجي من الدراسة وأثناء عملي الصحفي بالتحديد في العام 2007 كنت محرر في صحيفة الاهالي بصنعاء و صادف انه أثناء زيارتي لأمي في الراهده وأثناء ممارستي لعمل صحفي تعرضت لكمين من عساكر تابعين للشيخ محمد منصور الشوافي يعتقلوني و يحتجزوني في سجن شرطة الراهده، التهم كانت كثيرة و متعددة منها اني عميل لأمريكا كما أخبرني شاويش السجن، حينها تعرفت على بعض السجناء الذي كان ينال منهم محمد منصور الشوافي بصفته المتسلطة وكيلا لمحافظة تعز و شيخ عنجهي يمارس الاعتساف بحق كل من يقف في وجهة او يوجه له مجرد نقد.

بت ليلة كاملة في السجن و كان الشاويش يتردد علي و يحاول استفزازي، و فجأة جاء ليخبرني ليلا انني شخص مش بسيط و انه علاقاتي الواسعة اشتغلت على أعلى مستوى وانه يتوجب علي الانتظار حتى بدء الدوام لالتقي بضابط اذكر ان لقبه الغزالي.

اشرقت شمس يوم مختلف في حياتي وانا خلف قضبان السجان بالتحديد في الثاني عشر من نوفمبر 2007م  الذي صادف مناسبة عيد ميلادي حينها، اخذو تلفوني السوني الاركسون و كنت اخضع لعملية ضغط ان اكتب التزام لا أدري ما شروطه، رفضت قطعا ذلك مصرا على معرفة سبب اعتقالي حتى جاء الغزالي الذي كان فعلا رجل مهذب و عسكري يختلف عن الشاوش و تعامل معي بكل لطف و قال لي تعهد بعدم كتابة اي مقال او الإشارة لنا او للشيخ محمد منصور الشوافي و بداية رفضت تماما وبعد ضغوط من قبل اخي الدكتور عايد قبلت بشرط انني سأواصل الكتابة لأنها مهنتي، مشترط بعدم التطرق لهم و هذا ما نكثته لاحقاً فيما يخص الشيخ العنجهي الشوافي، لأنه الليلة التي قضيتها في السجن كتبت مقال بعنوان "عيد ميلاد سعيد في سجن الراهدة" واشرت كيف قضيت ليلة عيد مولدي في قبضة شيخ اوغل في حق الاهالي و مارس عليهم صنوف الظلم.

نشرت المقال وانا في صنعاء بعد أن التقيت بالاستاذ علي الجرادي رئيس تحرير صحيفة الاهالي الذي حينها عرفت أنه هو من أبلغ الدكتور رشاد العليمي الذي كان نائب رئيس وزراء لشؤون الدفاع والامن حينها بحكاية اعتقالي والذي على اثره فورا تحرك و وجه بالأفراج الفوري عني و هذا ما حصل.

اننا بمعية عليميين في حضرة الحرية و دعم الصحافة وحرية الرأي والتعبير يا قوم، أحدهم رئيس والآخر نائب، هذا الحدث الذي ترددت بكتابته يوم تقلدهم المناصب، تمنيت أن أجد فرصة أخرى لسرد هذه الأحداث و اعتقد انه مع ما يتعرض الصحفيين من مضايقات و اغتيالات فإن الأخ الرئيس يولي ذلك اهتمام ولم يكتفي بالتوجيه في التحقيق في قضية اغتيال الصحفي صابر  الحيدري بل وجه بتفقد عائلته و من قضوا معه في الحادثة الأليمة وتسهيل إجراءات الدفن الكريم للشهيد الذي تقف وراء جريمة اغتياله بكل تأكيد آلة الموت الحوثي ليس لشيء وإنما لإعطاء طابع ان قيادة المجلس الرئاسي لن تحمي الصحافة والصحفيين خاصة مع الاحتقان الذي يحصل في العاصمة المؤقتة عدن و الذي قابله فخامة الأخ رئيس المجلس مع أعضاءه مجتمعين بتحركات عملية رغم الأوضاع الصعبة لتلبية المطالب و دعم الأصوات الحضارية المطالبة بحقها في الحياة و رفع صوتها بكل حرية وهذا ما هو معدوم تماما في المحافظات التي تخضع لسيطرة مرتزقة إيران. 

من المواقف التي عرفتها عن العليمي الرئيس انه كان اثناء توليه حقبة وزارة الداخلة يعطي اهتمام بالغ بالكتاب والصحافيين ويؤمن حياتهم و لهذا كان عهده عصرا ذهبيا بالنسبة للكتاب والنقاد الصحافة والصحفيين بالإضافة الى إقامة مآدب إفطار ودعمهم دونما أي اشتراطات وكان يجري لقاءات دورية مع الصحفيين من كافة التوجهات كما اخبرني بعض الزملاء.

هذا السرد الذي بدأته من القديم للأحدث حسب التتالي الزمني أحببت أن اعطي الرجلان حقهم في دعم صاحبة الجلالة التي اليوم يولونها اهتمام بالغ مع المقترحات التي يطرحها الزميل الصحفي عدنان الصنوي ويعيش همومها تحت إدارة الدكتور يحيى الشعيبي في سبيل دعم العمل الإعلامي لكي يقوم بدوره في تناول بناء للقضية اليمنية و تعرية ميليشيات الموت والإرهاب الحوثية هذه الجماعة السلالية التي من يوم احتلالها لصنعاء كممت الأفواه و صودرت الصحف و أوقفت مع القنوات من العمل من الداخل و شردت بأصقاع الأرض و لم يعد لدينا صحف تعمل الا بضع منها لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي