يُعتقد أن "زيد بن علي" هو من أسس المذهب الذي سيحمل اسمه. هل ترك الرجل أثراً مكتوباً يدل على مذهبه، فلسفته، رؤيته، على وجوده؟
ستكون الإجابة كالتالي: نعم، فقد جمعت كل مساهماته الفقهية والحديثية في عمل يحمل هذا العنوان "المجموع الفقهي والحديثي". أو: مسند الإمام زيد. أو المجموع الكبير.
لم يؤسس زيدٌ مدرسة، ولم يكن بالرجل الذي جثا على ركبتيه ليتعلم الفقه. العمل متوسط الحجم، نواة المذهب الزيدي، كتاب مخترع لا علاقة له بزيد بن علي. تماماً كما هي الأكذوبة الأخرى المسماة نهج البلاغة، عمل آخر اخترعه مثقفان هاشميان "الشريف الرضي وشقيقه" ونسباه إلى علي، إلى رجل بالكاد روى عنه رجال العلم بضعة جُمل.
لنعُد إلى زيد بن علي، الشخصية التي تكاد تكون وهمية. كان له مولى اسمه عمرو بن خالد الواسطي، وكان زنبيلاً شديد الحماس لبني هاشم. قام عمرو بتأليف "مسند الإمام زيد" زاعماً أنه تلقاه عنه. ما من طريق آخر يوصلنا بزيد بن علي سوى طريق عمرو بن خالد الواسطي.
من هو ذلك الرجل الذي احتكر علوم زيد بن علي وانفرد بها؟ ماذا يقول علماء الحديث عن ذلك التلميذ الفريد؟
- ابن حجر العسقلاني : متروك. - الدارقطني : كذاب، وذكره في كتاب السنن متروك الحديث. - أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا عنه: كذاب - الذهبي : كذبوه - عبد الله بن أحمد بن حنبل : لا يساوي شيئا. - البخاري : منكر الحديث - محمد بن عبد الله بن البرقي : رماه بالكذب - وكيع بن الجراح : رماه بالكذب. وقال مرة: كان يضع الحديث. وقال مرة: كان في جوارنا فلما فطن له تحول إلى واسط - يحيى بن محمد بن صاعد : لا يكتب حديثه - يحيى بن معين : كذاب، غير ثقة ولا مأمون، ومرة: ليس بشيء. - الجرجاني : عامة ما يرويه موضوعات - أبو بشر الدولابي : منكر الحديث - البيهقي : معروف بوضع الحديث، ومرة: متروك رماه الحفاظ بالكذب - أبو حاتم الرازي : متروك الحديث، ذاهب الحديث، لا يشتغل به - أبو حاتم بن حبان البستي : كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها من غير أن يدلس - أبو دواد السجستاني : كذاب، ومرة: ليس بشيء - أبو زرعة الرازي: يضع الحديث - أبو عبد الله الحاكم النيسابوري : يروي الموضوعات - أبو عوانة الإسفراييني : ليس بشيء متروك الحديث - أبو نعيم الأصبهاني : يروى موضوعات - أحمد بن شعيب النسائي : ليس بثقة ولا يكتب حديثه، ومرة: متروك الحديث - إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : غير ثقة - إسحاق بن راهويه : يضع الحديث.
يكاد المحدثون يجمعون، على قلب رجل واحد، على أن الناقل الوحيد لعلوم زيد بن علي رجل دجّال. وهو أمر يجعلنا نقرر، علميّاً، أنه ما من فقيه من آل البيت اسمه زيد بن علي، وأن المذهب المخترع [من صنيعة الموالي] ألفه زنابيل عديمو الوزن.
-->