الفاشي الجديد

د.مروان الغفوري
الاربعاء ، ١٦ فبراير ٢٠٢٢ الساعة ٠٤:٣٩ مساءً

اقتحم هتلر بولندا معتقدا أنه ذهب أبعد ما يكون عن استفزاز القوتين الكونيتين آنذاك: فرنسا، بريطانيا 

ملحوظة: ليلة الحرب العالمية الأولى كانتا تسيطران فعليا على ٣٤٪ من مساحة الكوكب.

 

ما إن استقرت القدم الهتلرية في بولندا حتى أعلنت بريطانيا وفرنسا، في بيان مشترك، الحرب على ألمانيا. كانت تلك أخطر صدمة واجهها هتلر، كما يقول أكثر من مؤرخ ألماني، ولم يكن سوى ١٠٪ فقط من  جيشه يمكن نقله بالعربات. طلب من مستشاريه خطة للرد على الدولتين وكانت كل الخطط المقدمة تقترح التسوية معهما. رفض كل المقترحات وقرر المواجهة، مسنودا ببعض الصقور في نظامه. ذهب بعيدا في المواجهة وأهلك أعداءه وأهله وتاريخ بلاده ونفسه. 

وكلما تحدثت إلى كبار السن الألمان عن تلك المغامرة المدمرة يقولون لك:

كلها بسبب النمساوي اللعين.

تعود أصل هتلر إلى النمسا . ترك الرجل خلفه عبرة لم يقرأها شبيحة العصر الحديث كما ينبغي. بوتين، الفاشي الجديد، وحيدا بلا إيطاليا واليابان، يفكر بمغامرة قد يصلها سلاحه وسيخذله فقره: التقني، العلمي، الاقتصادي، والفني. الفاشيات تسوي كل شيء بالأرض من الجامعات إلى السينما، تفعل ذلك لصالح السجون والصواريخ. وفي اللحظات الرهيبة تجد نفسها خاوية من الداخل، ليست سوى مدفعية. فقد قالت رسالة لأطباء موسكو في الطور الباكر من الوباء إن ٤٠٪ من مشافي موسكو تفتقر إلى الكهرباء، و٥٠٪ لا تحصل على مياه نظيفة. وسبق لكونداليزا رايس أن كتبت مقالا مشترك في العام ٢٠٠٨، مع وزير الدفاع آنذاك، واصفة الآلة العسكرية الروسية بأنها من الدرجة الثانية يسندها 

اقتصاد متهالك. يخطئ بوتين في حسابات القوة والقدرة. ليس القطب الآخر للعالم، ليس الطرف المقابل لأحد. إذ تأتي روسيا في "معيار الابتكار والخلق" بعد جزيرة مالطا، ويأتي اقتصادها المعتمد على بيع الطاقة بعد كوريا الجنوبية، وتأتي جامعاتها في ذيل العالم، وتساهم السويد في البحث العلمي بعشرات أضعاف المساهمة الروسية (هل قرأ أحد منكم بيبر روسي في آخر عشر سنوات؟). 

إلى أين خارطة انفعالاتك؟

إلى بوتين وما يمثله من عنف وسلطوية وتخريب 

أو أوكرانيا وما تمثله من حرية وديموقراطية وطموح..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي