في أغنية "سلام يا مهدي" التي يؤديها أطفال يمنيون توسلاً للمهدي (يطالبونه بسرعة الخروج لمساعدتهم في تدمير أعدائهم) يرد وصف "يا بقية الله". الوصف جاء على لسان طفلة تنادي الحسين وتتذكره.
فكرت كثيراً بهذا التعبير المكثف.
فهو يعني أن الله لم يبق منه شيء سوى الحسين. ويعني أن الحسين هو الأثر الوحيد الدال على الله. ويعني أن إرادة الله ذهبت بعيداً ولم يبق منها سوى الحسين. ويعني أن الله حلّ في الحسين وصارا شيئاً واحداً. ويعني أن الحسين هو حيلة الله الوحيدة في الكون. ويعني أن الحسين ابن الله. ويعني أن الحسين هو العمل الصالح الوحيد لله. ويعني أن الحسين هو النهر الذي تصب فيه كل النبوات والأنبياء. ويعني أنه باب الله.
الوصف يطلق في الأساس على المهدي، وهو ابتكار أضافه آل البيت إلى نظريتهم. فهم، في المجمل، خلاصة ما لله من معنى. غير أن المهدي، كما الحسين، هو التي انتهت إليه الصفة وورثها.
التخريب الذي أحدثه آل البيت في بنية الإسلام لم يعد ممكناً إصلاحه. توالى التخريب عبر قرون حتى اكتملت ديانة آل البيت كبنية مستقلة، ورؤية للعالم لا تتقاطع مع الأديان السماوية الثلاثة الأخرى إلا في مناطق بعينها.
لا أتحدث عن الشيعة، بل عن آل البيت. التشيع كرنڤال شعبي، أما النظرية فينتجها آل البيت أنفسهم. الفلسفة، التخريب الفلسفي، لا ينتجه الإنسان الشائع، بل رجال القلعة. في الأيام الماضية قرر مقتدى الصدر أن يعاقب العراق بأن أغرقها في الظلام الدامس. والظلام الدامس، كما تخيله الهاشمي الصدر، هو منع كل القوى السياسية والاجتماعية والثقافية من الاحتفال بالذكرى ال ٢٥ لموت والده. حرمهم من الشرف الأعظم، كان عقاباً يشبه تصرفات الرب مع شعب إسرائيل كما في العهد القديم. مقتدى الصدر ليس شيعياً، بل رجلاً من آب البيت. الشيعة قوم مساكين اعتقدوا أن آل البيت لا يكذبون
-->