لو نجحت في السابق لما حصل ماحصل !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الأحد ، ١٩ يونيو ٢٠٢٢ الساعة ٠١:٢٢ صباحاً

المانيا خرجت من حرب عالمية مدمرة، والسبب ان من كان يخطط معالجات اثر الحرب كان العلماء والبرفيسورات ورجال الاقتصاد والتنمية والتعافي الشامل.  والى اليوم الحلول للمشاكل الالمانية تنتج من دوائر العقل الالماني من علماء وبرفيسورات، وهم من يقود الدولة في الاستراتيجيات والمؤتمرات والمنتديات، عكس اليمن فنحن في الوظيفة او الورش والمنتديات نستدعي اصحابنا من الحارات والاحزاب، ومعارفنا والشخصيات السابقة، والتي اصلا لو كانت نجحت في السابق لما حصل ماحصل، وما صرنا دولة في التنمية رقم ١٧٩ من اخر الدول بعدنا فقط كم دولة.  

نحن ابناء اليمن نطبخ الحلول بنفس الادوات السابقة ونبيع الوهم،  ولذا ننتكس مرات عدة وكل مرة نتكسح اكثر، ولم ننجح في مؤشر واحد واقول مؤشر واحد،  وننتظر معجزة ودعم الخارج، ويظل الامر مجرد هدرة بعد هدرة وفسحة بعد فسحة. انظروا الى حالكم في اي نشاط هنا او هناك الكل يطوبر ويستجدي ويجامل، فنغالط الداعم والداخل فنسقط كرامة الانسان اليمني مرات عدة امام الاخر . 

اليمن تعيش اليوم مرحلة هي الاسوء ليس في التاريخ اليمني، وانما التاريخ البشري فلم نستطيع نرتب شارع بشكل صحيح ولم اقل مدينة، والسبب اننا نبحث عن حلول ممن كان جزء في صناعة المشكلة في الامس او كان رفيق لها او يستفيد منها،  فلو كان جهباذ بالامس لما حصل اننا سقطنا كدولة وصرنا مرتزقة. والغريبة عندما يموت احدهم اجد الفيس بوك والكل يوصف انه كان رجل بحجم الوطن وهو من افشل الخلق وساهم بصناعة الكارثة التي تعيشون بها. 

في هذه الصورة كان المفروض  ان يكن اسهام اليمن  ليس اقل من ٦٢ مليار دولار في الاقتصاد العالمي  لولا الحرب والفشل. هنا ننظر الى  مساهمات اليمن في الاقتصاد العالمي في عام ٢٠٢١  ونجده وصل الى رقم محزن بوجود من هم في المشهد منذ عقود،  والذين لازالوا يزاحمون وينافسون على الاستمرار في التنظير والتخطيط او السعى للوظيفة والعودة للمشهد ولذا لن ينجح احد  وسوف نسحب المجتمع الى قاع برهوت. 

عندي في مشاريعي إذا الموظف لم يصل الى نتائج مهمة وكان بسيط او عادي في عمله خلال ٦ اشهر اعرف ان قدرته بسيطة وليس شخص سوف اعتبره ركيزة لبناء شيء مهم  اتركه الى نهاية المشروع واقول يكفي، ونحن في اليمن لازلنا نعك بنفس الوجوه والفارق انها صارت مستهلكة ولذا الفقر صار جزء من جينات خلية اليمني بسببهم. 

دولة مثل المانيا لا نقول نريد نكن مثلها وانما اقل نحقق ٥  او ١٠ في المائة مما وصلوا اليه بعد ١٠ سنوات او حتى ٢٠ سنة لاسيما وهي اصغر من بلدنا واقل ثروة منا بمعنى حتى هذا صار شيء صعب لان فكر القرية والقبيلة والعسكرة هو من يرسم ادوات بناء الدولة. البعض سوف يقول قارن اليمن بموزنبيق او الصومال او غيره وليس المانيا واجابتي عندما دخلت المانيا انا كشخص لم اقارن نفسي الا بالالمان ولذا كنت واحد منهم في الانتاج فالانسان يضع نفسه اينما يريد ان يكن وكذلك المجتمعات .

 

من يقارن نفسه بغيره ويضعهم هدف يسعى الى ان يصل الى مستواهم بجيله او الجيل القادم ذلك صح ان نجح يصبح مثلهم او اقلها في طريق يكن صائب كان مجتمع او شخص. 

 مساهمات الالمان وصل  الى ٤٢٢٦ مليار  دولار بمعنى اكثر من العرب ١٤٨٥ مليار وهي  مساحتها اصغر من الوطن العربي ب ٣٩ مرة تقريبا حتى اصغر من اليمن ب ٢٠٠ الف كم مربع وسكانها اقل من خمس سكان الوطن العربي. بلد ليس به ثروات طبيعية الا الانسان أحسنوا تعليمه فصار ثروة قومية متجددة ونحن مفاصل الدولة نبحث لها شخصيات من القرن السابق والحلول نبحث عنها عند  اصحابنا والاحزاب والشخصيات التي اصلا فشلت من قبل بمعنى لم نتعلم الى اليوم حتى اصول إنجاح اي مشروع .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي