خديجة خالد / أسباب فشل العملية التعليمية والأخلاقية لدى طلاب المدارس باليمن

كتبت
الجمعة ، ٠٧ يناير ٢٠٢٢ الساعة ٠٣:٢٧ مساءً

إن طلب العلم وتحصيله من أنفس ما تقضى فيه الأعمار، وتبذل لأجله الجهود، فهو سلم الرفعة والكرامة، ومرتقى السمو والمجد . إلا أن الأغلبية  من الطلاب يحصدون الفشل في دراستهم وأخلاقهم .. فما أسباب  هذه الكارثة العلمية الموجودة بالبلد ككل؟ ؟

 

تبدأ العملية التعليمية في المنزل من اللحظة الأولى التي يولد بها الطفل، فالأسرة هي أول مؤسسة تربوية مسؤولة عن فشل الطالب وأخلاقه , حيث يكتسب السلوكيات من الأشخاص المحيطين به قبل ذهابه إلى المدرسة ...وتعتبر الأهم بين المؤسسات الاجتماعية, والتربوية التي قد تسهم في نجاح الطالب , أو فشله في التعلم المبكر  كما أن للأسرة دورا فعالا في مساعدة الطالب   ليكون فرداً متميزاً في مجتمعه وصاحب أخلاق عالية . وبالتالي, فإن التعليم ليس مسؤولية المدرسة فقط, بل إنه التزام مشترك بين الطلاب، والأسر، والمعلمين, والمدرسة. لذلك, يجب أن يشارك الآباء في العملية التعليمية لضمان جودة التحصيل العلمي لأبناءهم ..

كما أن بعض الطلاب تغره المظاهر الجوفاء وتجذبه الموجة العارضة الداعية إلى تقليد الغرب, والتي تجر في طريقها كل مندهش غافل, فتجده قد جعل من مواكبة الموضة ومتطلباتها همه الأول ولو كان ذلك على حساب تحصيله ودراسته وغالبًا ما يقتل التمني الأجوف طموحه.. فتجد غاية حلمه أن يمتلك لباسًا عصريًا وهاتفًا متطوراً . ومصروفًا يقضي به حاجاته.. دون أن يدرك أن مثل هذه الأشياء وغيرها في حد ذاتها  تتطلب بذل جهد وتحقيق نجاح!  

وايضاً انشغال الطلاب  بالأعمال الثانوية أو ربما بسفاسف الأمور كالدردشة مع الأصدقاء و الأفلام والمسلسلات والمباريات الرياضية التي لا ينتهي تسلسلها وجديدها. لا يمكن تحقيق النجاح بتقديم هذه الأمور على الواجبات الدراسية ..

وعندما  يصبح همّ الطالب وأسرته النجاح والأنتقال من صف إلى أخر وشهادة كرتونية يعود بها الطالب إلى منزله نهاية كل عام,  دون الوعي والإدراك لما جنى الطالب من علوم ومعارف خلال مرحلته الدراسية لهو السبب الأفضع في تدهور العملية التعليمية وفشل الطلاب .. 

كما أن ما تقوم به أكثر المدارس بإعطاء درجات نجاح لمختلف الطلاب خاصة في المدارس الأهلية تعدُ من  أكبر العوامل المسؤولة عن تدهور واحباط العملية التعليمية باليمن ..

 

وأخيراً إدمان الانترنت أغلب الطلاب في الوقت الراهن تستهويهم الدردشة على مواقع التواصل الإجتماعي فيقضون في مضمارها الساعات الطوال لو بذل بعضها في المذاكرة  لتحقق لهم النجاح, ومن الطلاب من يكون استعماله لهذه المواقع في الاتجاه السلبي بحيث لا يسبب له الفشل في دراسته فقط, بل في أخلاقه وتعاملاته مع الأخرين بسلوكيات تعكس عن مدى تدني مستواه التربوي والأخلاقي والثقافي والإيماني وهذا ما لاحظناه مؤخراً  .....

الحجر الصحفي في زمن الحوثي