نـداء واحاطة للمجتمع الدولي حول انهيار الاقتصاد اليمني!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الأحد ، ٠٥ ديسمبر ٢٠٢١ الساعة ٠٩:٣٦ مساءً

 

إلى أصحاب الجلالات، والفخامات، والسمو في البلاد العربية والجوار المسلم. وإلى رؤساء الولايات المتحدة والدول الأوروبية وروسيا الاتحادية و الأمين العام للأمم المتحدة، والى المبعوث الدولي والمبعوث الامريكي لليمن.

نحييكم بأسم المجتمع اليمني، ومن وسط انتشار المجاعة والانهيار الاقتصادي. نوجه إليكم هذا النداء ليلفت أنظاركم إلى مأساة بلدنا، ومحنة شعب اليمني. محنة لم يختارها الشعب اليمني، وانما وجد نفسه ضحية لآلة الحرب، وماسببت من تضخم العملة وانهيارها، بجانب القتل وانهيار الخدمات. منذ سنوات نجد مجتمعنا يعيش تعتيم اعلامي، وتزيف للحقائق، لا يسمع صراخ المجتمع اليمني أحد، أو يلتفت إلى مأساته بشر، لامن الاعلام الاقليمي، ولا العربي، ولا الدولي.

لقد أصبحنا اليوم على يقين، من أن قرار إنهاء الحرب لم يعد بأيدي اليمنيين المتقاتلين، حيث اضحت الأطراف اليمنية مستفيدة من الحرب لا استثني احد، اطراف تشيطن كل شخص يدعوا لوقفها او للسلام، وهي هذه الاطراف في مستويات معينة، وبطرائق شيطانية تتقاسم الفائدة، والنفوذ والمال، ومستفيدة من إطالة أمد الحرب، وعلى قناعة لنا كمجتمع يمني، ان هذه الاطراف تدرك أكثر من أطراف إقليمية ودولية صعوبة الحل العسكري، الذي لا مصلحة لها فيه ولا تريده، ولكن تستمر بتسويق الوهم لجماعتها، ونحن كمجتمع يمني ندفع فاتورة ذلك وبشكل يومي.

استمرار الحرب رافقها انهيار اقتصادي، ارتفع وتيرته بالشهور الاخيرة، والذي قاد بدوره الى انهيار خدمي وتعليمي قبل ذلك، لمجتمع طلابه في التعليم العام ٦ مليون طالب وطالبة، مما يبرز مشاكل مستقبلية لن نستطيع معالجتها، ابتدأ من انتشار المليشيات المسلحة، وتوسع الصراعات، ومن ثم تواجد بيئة خصبة لمشاريع الارهاب، وانتشار الجريمة والإنهيار الاخلاقي تحت تأثير الجهل والفقر. أنتم ترصدون كل ما يجري، فالحياة للمجتمع اليمني توقفت منذ سنوات. أجهزة الدولة أصبحت عاجزة عن أداء وظائفها، وايضا القائمون عليها دون قدرات لايجاد حلول للملفات الساخنة، والمرافق الخدمية متهالكة ومن سيء الى اسوأ.

الكارثة الاقتصادية توسعت اكثر فاكثر، بعد ان توقفت الجهات المسؤولة عن دفع رواتب الموظفين، وصار دكاترة الجامعات من الشرائح الفقيرة لمجتمع، والتي يطلب لهم مصاريف زكاة. مما سبب مجاعات تتسع دائرتها يوماً بعد يوم. الانهيار الاقتصادي في الاسابيع السابقة زاد وتيرتها، كما سبب شللاً للحركة التجارية، وسوف يقود الى توقفها، كون ليس هناك اسعار ثابتة على مدار الاسبوع، وايضا لضعف القدرة الشرائية عند ٨٠ في المائة من السكان وانعدامها عند البعض الآخر. وهذه الحالة المأساوية شملت اليمن كله، شماله وجنوبه. وكلٌ يحمِّل غيره مسؤولية ذلك. لقد حذرنا كما حذرت المنظمات الإنسانية مراراً من هذه الكارثة, التي حلت باليمن، ولكن لا أحد في الداخل او الخارج أبدى اكتراثاً بتلك التحذيرات.

ولأن قرار إيقاف الحرب لم يعد قراراً داخلياً، يمكن أن يتخذه اليمنيون وحدهم، بل أصبح قرار اقليمي ودولي، ولأن إيقاف هذه المأساة لم يعد بأيديهم، بل بتكاتف ومساعدة الجميع، فإننا نتوجه إليكم باعتباركم القادرين على إيقافها تحت مظلة مجلس الامن، باعتباركم القادرين على ذلك، لعل نداءنا هذا يلقى استجابة منكم، فتأمرون بوقف الحرب والعودة إلى طاولة الحوار اقلها تحت مبدأ القوة المتعمدة، ووضع حلول سريعة سليمة اقتصادية وسياسية، تحفظ الأرواح، وتوقف الانهيار الاقتصادي، وتخرجنا من هذه المأساة الإنسانية المروعة التي تتمدد كل يوم اكثر بشكل مجاعة في داخل كل بيت يمني.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي