الحوثنة وإرث الإدعاء

أكرم توفيق القدمي
الثلاثاء ، ١٠ أغسطس ٢٠٢١ الساعة ١١:٠٣ صباحاً

 

عمدت أنظمة الحكم الملكية عربياً الى ارساء وتوسيع دائرة المشاركة السياسية لكافة أطياف المجتمع في ادارة شؤون الدولة مما ساعد واسهم في استقرارها النسبي ، وهنا وليس المقام محلاً  للمقارنة ومجازاً أقول:  كيف لعصابة تدعي الحق في الملك متمسكة  بارثها القديم وآلتها المصغرة تلتهم كل شيء سعياً للاستحواذ المطلق ؟ 

الحوثنة والهوشمة ككرة الثلج تتدجرج سريعاً بعمى بصيرة بهدف ابتلاع واغتصاب الدولة من أكبر منصب فيها لأصغر وظيفة ادارية وعسكرية كيف لها أن تكون شريكاً أصيلاً في الحكم مستقبلاً وتحت أي غطاء عائلي ملكي مختزل في أسرة منغلقة على الشعب بعد مصادرة الوظيفة والراتب والمدرسة والجامعة والمؤسسة والمعسكر   !!؟ كيف تتجرأ هذه العصابة على الانسلاخ المجتمعي في أكبر عملية تطهير عرقي شمولي صارخ تسعى لإلغاء الآخر واحلال المجتمع بل واحالته للتقاعد دون مواربة أو خجل ؟

حملات اقصاء منظمة شملت بلا استثناء كل من لا ينتمي لهذا المد الخبيث ذو الصبغة الاقصائية الاقطاعية السلالية البغيضة ..تهجير ممنهج قائم على الفرز الطائفي طال المؤسسات السيادية والعسكرية والدينية والتعليمية والصحية وتجاوز ذلك وصولاً للتعدي على المؤسسات الخاصة من مدارس وجامعات ومستشفيات ومراكز واستثمارات فماذا أبقيتم إذاً؟  

انها ظاهرة منسلخة عن كافة التصورات السياسية لعصابة تمتلك السلاح ولا تمتلك الرؤية للحكم وادارة الدولة مهما ادعت ذلك وتظاهرت به بفعل الصراع المحتدم وعسكرة الحياة.، وحتماً فإن ضعف مؤسسات الشرعية المثقلة بتركتها والعقبات التي وضعت أمامها  لمنح فرصة الصمود لهذه العصابة وأطالت  عمرها  لما تمكنت  من الصمود في وجه تناقضاتها لأكثر من ساعة ، ولا يزال يقيني بهلاكها وشيك  فذلك أمر لا غبار عليه .. 

فقط نحن بحاجة لضبط البوصلة لنشهد ارتطام هذا الثور الهائج في جدار عنصريته المعزول.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي