ما ينفع الناس يمكث في أرض

تيسير السامعي
الثلاثاء ، ٠٣ أغسطس ٢٠٢١ الساعة ٠٤:٢٠ مساءً

 

عندما تكتب كتابات تدعو فيها إلى السلام ولمِّ الشّمل، والصُّلح وحقن الدِّماء، والحُب  والتعايش، لا تجد من يهتم بها ولا يلتفت إليها، فالكل يعتبرها مثالية وغير واقعية، لذلك تظل -أنت ككاتب وصحفي مهتم بهذه الأمور-  في دائرة الظِّل، لا أحد يسأل عنك. 

لن تسلَّط عليك الأضواء، إلا إذا كُنت كاتباً، مثيراً للجدل، تكتب كتابات ساخنة تأجج الصراع والحرب وتثير المخاوف، وتعمل على إثارة الأحقاد والضغائن، وتهدم قِيم التعايش، لأن هذه الكتابات هي التي تحظى بالتفاعل، سواء من قِبل الموافقين لها، أو الرافضين لها. فالموافقون يعملون على دعمها، والترويج له والرافضون يعملون على الرَّد عليها وتفنيدها، وبالتالي تجد لها تفاعلاً من الطرفين، فتصل إلى أكبر قدر من الناس، لاسيما في مواقع التواصل الاجتماعي هذا يحعل أصحاب هذه الكتابات  في دائرة الأضواء، ولهم. أعداد كبيرة من المتابعين.

  هذه الأمر  جعل كثيراً من الكُتاب، وبذّات المشهورين، يُحجمون عن الكتابة عن السلام والحُب، والتصالح والتعايش، خوفاً من فقدان جمهورهم، فصارت هذه المصطلحات بعيدة عن ثقافة الناس والكُتاب، الذين يكتبون عنها، في دائرة الظِّل، لا أحد يتفاعل معهم، ويفقدون كل العشرات من متابعيهم، للأسف الشديد. 

في الأخير، أحبُّ أن أقول للجميع: [فأمّا الزَّبد فيذهب جفاءً، وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في أرض]..

كتابات السلآم والحب والتعايش هي من ستبقى حتى وأن توارى أصحابها وخرجوا من دائرة اهتمام الجمهور. #تيسير_السامعي.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي