كيف تصبح مشهورا في وسائل التواصل الاجتماعي؟

تيسير السامعي
السبت ، ١٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٢ مساءً

سألت أحد الخبراء: لماذا حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي لا تحظى بالترويج والمتابعة والتعليقات والإعجابات؟

فأجاب: أنت عندك مشكلة، وهي أنك تسير على خط واحد، موقفك لم يتغيّر من كثير من القضايا، تنطلق من مبدأ واحد وقيم لا تتغيّر عندك.. ثوابت تُؤمن بها ولا تريد الخروج عنها.. ما كنت تقوله قبل سنوات مازلت مصرا عليه الآن.. الناس تقرأ كتاباتك ولا تجد فيها أي جديد!!

زوّار مواقع التواصل الاجتماعي يبحثون عن من يثير الجدل، ويتغيّر باستمرار، ليس عنده ثوابت، ينشر الخصومات، ويهاجم الأشخاص، ولا يؤمن بالمبادئ، وليس له قِيم.

إذا تريد المتابعة والإعجابات والتعليقات، اُكتب ما يثير الجدل، لا تبقَ على موقف واحد.. هاجم الأشياء التي تحظى باحترام وتقدير الناس..

فمثلا:  -إذا كنت جمهوريا تغيَّرْ إلى ملكي، لكن لا تقل ذلك مباشرة، وقل إن "الجمهورية فكرة فاشل"، فهذا يثير الجدل..

-إذا كنت ملكيا إماميا غيّر الفكرة إلى جمهوري إمامي، وقُل أنا مع الجمهوية؛ لكني أؤمن بالسيّد العَلَم، فهذا يثير التساؤلات.

-إذا كنت وحدويا تغيّر إلى انفصالي. 

-إذا كنت انفصاليا تغيّر إلى وحدوي؛ لكن وحدوي من نوع خاص، فكلما تغيّرت إلى موقف آخر ستكسب متابعين جددا،   ولن تخسر السابقين؛ لأنهم سيظلون يهاجمونك، ويحاولون إقناعك، وهذا يعطي ترويجا لحسابك.  

-انتقد الأحزاب والمنظمات والشخصيات المشهورة، فجمهورهم سيعملون على الترويج لحساباتك؛ لأنهم سيقومون بالرد عليك ومهاجمتك.

-انشر أخبارا مفبركة، ولوّن الأخبار الصادقة بألوان تثير التساؤلات عند الناس؛ إياك أن تلوّنها بلون واحد، استخدام ألوانا متعددة، فكل واحد من متابعيك سيبحث عن اللون الذي يرتاح له.

-خاطب عواطف الناس، ولا تخاطب عقولهم؛ لأن العاطفة تغيِّب العقل، وتسلُب التفكير، تجعل الإنسان ينجر وراءها دون وعي.

-إعلم أن المبادئ والقيم الثابتة، الأفكار الصادقة، الكتابات  المهنية والموضوعية، قلة الروح في مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأنها بضاعة ثمينة والبضاعة الثمينة لا يقبل عليها إلا القليل من الناس، فكما جعل الفقر الاقتصادي المادي الناس يقبلون على شراء البضاعة الرخيصة، الفقر المعرفي والانحطاط الثقافي جعل الناس يقبلون على الأفكار الرخيصة، إضافة إلى ذلك -وهو الأهم- البضاعة الثمينة لا تثير جدلا بين الناس، لا يختلفون حولها، فالكل مجمع على أنها رائعة، حتى وإن كانوا لا يشترونها.

يا صديقى أمامك خياران: خيار البقاء على ما أنت عليه، والرضا بما تحصل عليه من جمهورك الذين يؤمنون بأفكارك، ويدخلون السرور على نفسك، أو تغيير الموجة وفق القواعد السابقة، التي ذكرتها.

الخيار الأول سيجعلك إنسانا يحظى بالاحترام والتقدير، لكن بجمهور قليل العدد، ومتابعات  وتعليقات وإعجابات لا تتجاوز أصابع اليد.

الخيار الثاني سوف يجعلك مشهورا، لكن بدون احترام، ولا تقدير، ولا كرامة، بل سوف ينتزع منك الإنسانية، ويجعلك بدون قِيم ولا مبادئ.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي