لم ننتبه لها -فتح ابواب او بناء جسور!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الثلاثاء ، ٣٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٥٩ صباحاً

هناك كارثة لم ننتبه لها ان العرب كحكومات أو أغنياء لا ينفقوا الا لبناء جوامع او توزيع سلات غذاء او لقنوات اعلام أو لنشر مذاهب او كسب وتسليح جماعات لكن لم ينفقوا الا ما ندر وبشكل متواضع مخجل لترجمة علوم معرفية جديدة وتبسيطها للطلاب في المدارس والجامعات وللعامة على الاقل في شبكات الانترنت مثل الموسوعة الحرة الوكبيديا لاسيما و طلاب المدارس العامة والثانوية في المانيا يعتمدون في بحثهم في الموضوعات العلمية على سهولة المعلومات وتوفرها وسهولتها للفهم في الوكبيديا، لذلك يتم مراقبة محتوى المعلومات وتصحيح ذلك قبل النشر. المنهج المدرسي لم يعد يكفي في هذا العصر للطلاب حيث تعتمد المدارس على منهجية تعليم الطلاب البحث والتوسع والقيام بمحاضرات والمنفذ للطلاب دائما شبكة الانترنيت مثلا.

 

جامعة الدول العربية تواصلت معي قبل فترة لكن يبدو انهم يريدون ان نساهم في احداث تنمية مجتمعية في المنطقة من دون دعم مالي يذكر بمعنى اذهب انت وربك فقاتلا ان ها هنا قاعدون، وهذا غير منطقي لاسيما ونحن مجرد أشخاص وليس مؤسسات. الخليج ينفق أموال كثيرة لكن لم توجه تلك بشكل افضل للمعرفة المجتمعية بحيث يستفيد كل العرب و اجد أن نقل المعرفة للغة العربية مهم جدا يوصل الأفكار أفضل وأعمق ويفجر الإبداع من المدرسة عند المدرس والطالب. اكيد هناك محاولات وجهود من البعض لكن لم ترتقي لما نطمح.

 

ايضا مضحك لي اجد دكتور يوصف شيء علمي لأهله العرب في جامعة أو جلسة ويستخدم مصطلحات أجنبية بشكل مكثف كون ذلك يعني انه يتفشخر ولا يقصد توصيل الفكرة بلغة سهلة لمن هم حوله. أيضا المتعلم عليه أن يفهم أن إقحام مصطلحات أجنبية في حديثه أمام العامة ليس ثقافة ولكن تمثيل، والذكي هو من يقدر أن يعرب الكلمات أو يفردها ويشرحها على الاقل يكون هنا ساهم في توطين فكرة بلغته للعامة، فكيف نطلب بتعريب المعرفة، ونحن لانسيطر عليها من خلال طرح ومصطلحات، واذكركم أن الطلاب اليابانيون عندما أخذوا علموهم من الغرب تم توطين المعرفة بلغتهم.

نحن كطبقة متعلمة عرب في الغرب والشرق نستطيع فتح ابواب او بناء جسور، لكن التخطيط والاستثمار والعمل يجب ان يكون من المنطقة نفسها او من رجال الخير و الاغنياء فهم ليسو اقل من غيرهم مالاً. أقلها يتم الاهتمام بالجامعات والمدارس العربية لبناء مكتبات وشبكات معرفية .

 

فجورج سوروس "يهودي" و صلت تبرعاته حتى الآن إلى ٤ مليار دولار أي المليار الف مليون ذهب معظمها كمساعدات إلى العلماء و الجامعات حول العالم. وولترز أيننبرغ "يهودي" بنى مايقارب من مئة مكتبة و وصل حجم تبرعاته إلى مليارين دولار. ونحن تعبنا انفسنا وكحكومات و كاغنياء في مشاريع لا تحدث أثر بدل من بناء النفوس. ونحن نقول هنا ٢٠ أو ١٠٠ مليون و ان كثرت ٤٠٠ مليون دولار تكفي لبناء مؤسسة معرفية مهمتها ترجمة ونقل وتحليل يتم تمويلها ل ١٠ سنوات. مهمتها صناعة شبكة تعلمية عربية مفهرسة كتابية وصوتية وافلام في مجالات الحياة المختلفة لشريحة الطلاب في المدارس والجامعات والمعاهد ينتفعون بها الى يوم القيامة اي تكلفة عقار واحد في لندن للعرب الاغنياء تكفي كمرحلة اولى.

الهند والصين لم تنهض الا من بوابة نقل وتوطين المعرفة وأبنائنا وبناتنا وطلابنا عندهم شغف المعرفة لكن ليس لديهم لغة انجليزية تساعدهم ولا بوابات معرفية كمكتبات امامهم ولا سهولة انترنيت في مكتبات عامة وبؤر تنتشر في كل منطقة. لذا يذهب أو يضيع الوقت والجهد والعمر والفرصة في مواقع التواصل في هدرات ومهاترات، أو في أشياء لاتبني شيء معرفي أو مهني أو قدرات للطفل أو الطالب والطالبة. ابنائنا لايجدون الكتاب ولا المعلومات ولا المنهج ولا الداعم ولا المدرسة الحقيقية، ولذا يجب أن نفكر بهم وجعل ذلك اولوية.

نسيت اقول لكم أن في المانيا توجد لكل مكتبة مدينة مكتبة لها عبارة عن مكتبة متحركة عبارة عن باص كبير به كتب ومقسم كرفوف يتحرك إلى القرى البعيدة أو أطراف المدينة ليسهل للناس أن يتناولون كتاب او ليعطي للناس الفرصه في استعارة كتاب أو قصة. اليوم التعليم والمعرفة عبر شبكة الانترنيت يغيرون مجتمعات لكن الاهم هو المحتوى وانفاق الوقت والجهد بذلك .

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي