الارتجال دفع بعاهات للمشهد!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الأحد ، ١٨ يوليو ٢٠٢١ الساعة ٠٥:٢٥ مساءً

 امس استغرب الكثير من موضوع وزير الخارجية اليمني الاصنج والسفير الالماني وكأن الامر غريب. نحن من عقود دون دولة بمعنى دولة ولم ننجح في أي مشروع إدارة والى اليوم، ولن ننجح بمن هم في المشهد، ولاتصدقوا احد لان الفشل صار جزء اصيل من الخلية، ولايوجد رجال دولة، نقول سوف تحدث طفرة ومعجزة في مكانهم اقلها، لان اغلبهم اصحاب شهائد لاتصنع قدرة لصاحبها، فلا مستشفى يعمل بنظام حديث، ولا مدرسة، ولا جامعة، ولا مؤسسة قطاع عام كانت كهرباء او مياة او غيرها تم إنجازها بمواصفات عالية.

تدخل هنا في الغرب أي مرفق كانت مدرسة أو مستشفى أو إدارة وتجدها وكأنه تم بنائها قبل شهور أو سنة برغم انها منذ ٣ أو ٤ عقود, اي تم الانفاق لكي يبقى ذلك للاجيال وتم صناعة الادارة ليستفيد المجتمع. فلا باب مخدوش، ولا حمام مكسور، ولا نافذة مهترية، ولا بلاط مقشر، ولا كراسي مخلوعة، ولا غبار منتشر، ولا رائحة عفن، ولا موظف مستهتر، ولا متعجرف، ولا سجلات ضائعة، ولا معاملات مرهقة ولا استغلال. لا تقول أنه الامكانيات والمال، والجودة، والتعليم, ذلك غير صحيح, فالمال عندنا تم إهداره دون فائدة في مشاريع من ورق ولم نصنع مستشفى بمواصفات مقبولة، ولا تقل العلم والناس لها ٥ عقود تتعلم من قبل دول في المنطقة، والفرص لنتعلم اكثر موجودة ايضا، وهناك دول في افريقيا تعلمت الادارة والاتقان في الانتاج والخدمات في اقل من عقدين من الزمن. فمثلا مطار صنعاء الدولي الجديد لاكثر من عشرين عام اهلك ٥٠٠ مليون دولار، وهذا المبلغ كان كافي لبناء مشاريع مختلفة وبمواصفات للاجيال مثل مطار صنعاء، وتعز وحتى مأرب وتوسيع ميناء المخا و اقصد ذلك بكلامي، وانظروا لحال المطار كيف صار، ورجعنا في ٢٠١٤ نرمم المطار القديم، ونوسعه بكم مليون دولار.

ايضا تم بناء معهد للتعليم المهني كلف ٨٠ مليون دولار قرض، وهو المعهد الكوري وسوف يتحول لمبنى اداري في قادم الايام، مبنى مع قليل من الأجهزة, وهذا المبلغ كان يكفي لبناء جامعة تقنية مع التخصصات المختلفة ل ١٢ الف طالب مع الميزانية التشغلية ٣ سنوات، واقصد ذلك بكلامي.

وهناك اكثر من ٢١ معهد فني تم طرحها في مناطق لاتصل السيارة اليهم، واغلبها مع الحرب صارت مجرد خرابات. طرق تم سفلتتها مرات عدة اهلكت المنح المالية وتعهدات المانحين والفرص خلال عقدين. ففي ٢٠١٤ كانت هناك ٨ مليار و ٤٠٠ مليون دولار على سبيل المثال تعهدات من المانحين، كانت محفزة حتى يمنعوا ان تتحول اليمن لدولة فاشلة، يهمين عليها شبح الحرب والارهاب، اما الان فلم يعد عند احد شك اننا فاشلين خلقة ولله الامر من قبل ومن بعد، فلا يوجد مجتمع دمر بلده بسبب السذاجة، وقلة الحكمة، وقبل ذلك لم يعد هناك شيء يعطينا العالم غير سلات غذاء بالكثير. كان هناك مشروعات كان يمكنها ان تنفذ لو كان هناك رجال دولة ينظرون للوطن انه يجب ان يزدهر وينمو. فمثل مدينة حمد الطبية في تعز، فشلوا في حل اشكالية الاراضي وطار حمد وطار المشروع ، وهناك كان مدينة الملك عبد الله الطبية في صنعاء مات الملك، وماتت المدينة، وهناك مشروع ٢٢ مدرسة من المانيا كانت في ٢٠١٤ للحزام القبلي لصنعاء طارت ايضا بسبب قلة عقلنا، وقبلها مشروع الامير سلطان لتحلية المياة و كان هناك دعم سخي من البرامج الخارجية، والدول ومن الخليج والمملكة، و لم يقل اي دعم لاي برنامج عن ٢٠ مليون دولار وقتها، أما الان لو دعموا فهي مبالغ مخجلة ويكفي قبرص انها دعمتنا قبل سنة بما يوزي ٣٨ الف دولار يعني قيمة شحنة صنادل قبرصية. وحتى مشاريع المدن لم نرتبها صح وكلها فوضى وعشوائية، فلا مجاري تم بنائها صح، والدليل ان المجاري طفحت في المدن، ولا خطوط هاتف ولا انترنيت ولا خطوط كهرباء تم بنائها بشكل صح ولا مياة ولا طرقات المشاة ولا أرصفة واسعة ولا مواقف سيارات، ولا مساحات خضراء، ولا اماكن تصريف القمامة، ولا حس جمالي، ولا تخطيط عمراني سوف يستمر موجود مباني خرسانية بشعة، ولا حتى اهتمام بالاثار و "لا " تكاد لا تنتهي . المهم نتابع اخبار اليمن وكلا منا حزين على حال الناس، وكيف تم تركهم لحالهم امام الاوبئة، والمرض والفقر، اسر باكملها ينهش بها الفقر من دكاترة الجامعة الى ابسط موظف، اسر انهكها المرض والقلق وهم في بيوتهم ينتظرون القدر، ناس تتساقط امامنا كاوراق الخريف، وكان يمكن تجنب الكثير من ذلك لو لم يكون معنا ثقافة الارتجال وتمثيل الفهم في الدولة. هناك دعم دولي قادم من الغرب للعالم الثالث للاستقطاب في بوابة التنمية ونحن لن نستفيد شيء ولاندرك كيف نستفيد لاننا نعيش مع علي ومعاوية خارج مجرة درب التبانة. الارتجال وتمثيل الفهم والمحاصصة في ادارة شؤون المجتمع دفعت بعاهات للمشهد، ونستغرب اين الخلل. والحل كيان سياسي جديد يجمع اليمن بهوية واحدة جامعة ومشروع واحد.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي