لن يكلف الحكومة!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الأحد ، ٢٨ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ٠٨:٢٦ مساءً

 

عندما وجدنا المدرجات الجبلية كنا ننظر لقدرة الانسان اليمني في تاريخنا لتغيير الطبيعة و الاستفادة من الظروف و عندما وجدنا اثر السدود فقد عرفنا ان شحة مياة المطار هي ما جعلت ابناء اليمن يبدع في هندسة السدود و قنوات الري, و عندما كنت في اليمن لقيت منتزه السكون كتجربة فريدة لقدرة الانسان اليمني في التكامل مع الطبيعة و عندما ينتهي مشروع السكون بالمدرجات و التمدد الى قرية الجن كما فهمت فسوف نقف امام اعجوبة يمنية قد تكون اجمل مشروع سياحي ريفي فردي حديث, و ذلك مجهود شخص فقط, غير المنطقة و ترك اثر. 

في الايام الاخيرة تطلع امامي صور من ريمة و غيرها, و كيف ينحتون الجبال, و لا يمكن الا ان نقول الريف اليمني سوف يترك للتاريخ اثر, فكيف لو تم دعم الريف حسب رؤية استراتيجية و اهداف تنموية. لم نحتاج هنا الا للانسان اليمني فقط, فكيف لو وجدت الحكومة و لو بحدود بسيطة بجانب الريف والمنظمات الدولية. نحن في مرحلة المعاناة ورغم ذلك تتفجر في الانسان اليمني القدرة والإصرار على الاستمرار و مهما كانت الظروف  و كنا نتمني ان تستغل الحكومة قدرة الانسان اليمني وتعلقه بوطنه و توفر  وقته في مشاريع تنفعه و تبقى و في متناول اليد' اقلها تغير المناطق و تفتح افق و لن يكلف الحكومة الكثير وكلمة لن تكلف كثير اقصدها أمام الاهدار والتجريف للمال العام. هنا ابناء ريمة ينحتون الجبال, طرق و خزانات مياة, و مثل هذا البناء العظيم رائع  و يمثل اشارة اننا شعب جبار, و لا ينقصه الا لمسة زخارف و يتحول الى مزار و شاهد على قدرة الانسان اليمني أي بجانب هدف البناء لو برز جمال و زخارف معماري تحول إلى مزار و منظر يسوق لليمن سياحيا مستقبلا. ومختصر الأمر جميل هذه المشاريع والأعمال لو نزيد نهتم بالجمال المعماري والزخارف من دون مغالاة في الأمر فيكتمل الابداع اكثر.  ايضا معنا  ٣٣٣ مديرية او عزلة في الجمهورية و هناك نشاط هنا و هناك ينقص عند الكثير إفراز جمال النحت والفن على هكذا مشاريع لاسيما وهكذا مشاريع سوف تبقى للابد. هذه المشاريع ليست نابع عن رؤية و خطة للدولة كونها لا توجد, و هنا نتمنى لو الحكومة تستهدف كل سنة مجموعة من العزل بمشاريع الريف مثل بناء السدود و الحواجز المائية سوف نحول اقلها الريف الى ورشة انتاج مثل خلية النحل و تكون الحكومة فجرت طاقات المجتمع لما ينفع الكل بدى كثرة الهدر  التي لم تفتح مصدر رزق.

حتى مبالغ بناء سد او حاجز مائي لن يكلف الحكومة نصف مليون دولار بوجود المشاركة الشعبية بمعنى انتشال عشرات القرى من استثمار بسيط لفتح أبواب رزق. الحكومة تستطيع مثلا اقتطاع ١٥٠ مليون دولار او نصف ذلك لهكذا رؤية اقلها عندما يقف رئيس الوزراء بعد سنوات يقول تركنا اثر, و الاثر وقتها ٣٠٠ سد و حاجز مائي يفيد كل الريف اليمني بمعنى خطة خارج الصندوق تساهم في توفر مياة للزراعة و غيرها و تساهم في زيادة التصدير للمنتجات و تحمي اليمن غذائيا و تقضي على الفقر في الريف و تتوسع الثروة الحيوانية و منتجاتها و ينشط السياحة الريفية  وغير ذلك و كل ذلك ١٥٠ مليون دولار, فكيف لو رفعنا ميزانية مساعدة الريف الى ضعف ذلك بشرط ان ابناء الريف يشارك بالعمل لاسيما و الكل منتظر و الفائدة لهم و لحقولهم و مدرجاتهم. اكثر من ٤٤ حكومة منذ الثورة و لا نذكر الا حكومة واحدة انها اتخذت قرار منع استيراد الفواكه و الخضروات و تشجيع الزراعة, مما ترك اثر امامنا اليوم, الباقون عني لا اذكر اي انجاز لهم غير الهدرة و السرقة و الفساد اي لا اجد اثر للاجيال.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي