الى اهلنا في اليمن!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاربعاء ، ٢٥ مارس ٢٠٢٠ الساعة ٠٤:٤٢ صباحاً

 

على مدى السنوات الخمس الماضية و اليمن تحت حصار من قبل التحالف لحصار الانقلاب الحوثي, و منذ فترة فرضت قوات الحزام الامني التابع للامارات احزمة امنية اي حصار بشكل اخر, و قام قوات الحوثي بفرض حصار على مناطقهم في الشمال و مدينة تعز و اكملوا جميع الاطراف حصارهم المتراكم للشعب اليمني. و المضحك ان الكل يعتبر ذلك قدر وله فائدة كون لم توجد حالة كورونا مؤكدة رسميًا الى الان, و الواقع يقول نحن نعيش هدوء قبل العاصفة و مسألة كورونا مجرد مسألة وقت فقط.

وقتها سوف نعيش عواقب وخيمة لاسيما و البلد تعيش حالة اخفاق في كل نواحي الحياة ابتدأ من العنف و النزوح و الجوع و الحصار المتراكم و تفشي الكوليرا الى انعدام المياة و عدم وفرتها و توقف المرتبات, مما يجعل الناس في معاناة مركبة و حلقات متصلة تجعل اقلها حياتهم اشكالية معقدة. اقلها لا تستطيع البقاء في البيوت دون البحث عن قليل من الرزق مما يجعلهم هدف سهل للفيروس ان وصل و مدخل مريح للفيروس الى كل اسرة. ايضا الاكل الصحي غير متوفر و الادمان على القات و عدم العناية الصحية وانتشار الامراض المزمنة مما يجعل جسم اليمني بشكل عام هش امام اي اصابة. ايضا التركيبة الاجتماعية و ازدحام البيوت الاسواق و المواصلات سبب مهم لسرعة انتشار الفيروس. وفوق ذلك لو نظرنا للقمامة المكدسة امامنا و ايضا الخدمات في المرافق الطبية سوف يفهم القلق عند البعض. ايضا جميعا يعرف ان عدد السكان يتجاوز ٢٨ مليون, جميعا يعرف ان النظام الصحي غير قادر على الاستجابة لأنه في ال ٥ سنوات تآكل بشكل منهجي و مرهق من الصراع المستمر فوق ماهو جهاز صحي بدائي. هذا الجهاز الصحي لايمكن له ان يتحمل حتى ١٠ الف شخص و لا يمكن اتخاذ تدابير وقائية فيه مثل غسل اليدين المنتظم في بلد اصلا يعاني من نقص حاد في المياه النظيفة ناهيكم عن الملابس الواقية أو المطهرات والعلاجات.

ارقام الأمم المتحدة اظهرت مدى الحاجة الإنسانية في اليمن للدعم في الاوقات العادية, فأكثر من ثلثي ما يقرب من ٢٨ مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية و حوالي سبعة ملايين و نصف في خطر دائم من الجوع, و لذا فان معدل وفيات الإصابات بالفيروس كورونا في اليمن سوف تكون الأعلى بكثير في العالم, اذا انتشر الفيروس. و المحزن حسب الارقام أنه لا يوجد سوى ٣٠ إلى ٤٠ سريرًا للعناية المركزة في البلد بأكملها و حتى و ان كان ٢٠٠ سرير عناية مركزة يعني ١٥٠ الف شخص نصيبهم سرير واحد. و هنا عني اجد ان الفيروس سوف يدخل كون بحسب الصحافة اليمنية تقول ارتفع عدد العائدين بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة , البعض من مصر والاردن و ايران وسلطنة عمان والمملكة و يكفي شخص واحد يدخل حامل للفيروس فينتشر خلال اسابيع كالنار. صحيح انه هناك جهود ومحاولات لا نقلل من اهميتها لكن بدائية تفتقر للبيانات والاجراءات الصحية والعناية التامة. وعلى سبيل المثال تم ايجاد حجر صحي بدائي, لكن كان يفضل لو كان مدرسة بحيث يوزع الاشخاص بارقام ويمنع عليهم الاختلاط الا اذا كانت اساليب الوقاية موجودة مثل الكمامات والمعقمات والمسافات. لكن حجر صحي قسري دون مرافق كافية يعتبر كارثة, و هذا مادفع عمال الإغاثة الأجانب الى الذهاب إلى المنطقة الحدودية بالخيام و البطانيات و المواد الغذائية و مستلزمات النظافة.

ومختصر الموضوع لايوجد علاج و ان وجد لن يصل لكم بسهولة كون العالم سوف يبدأ بذاته, و لن يساعدكم العالم كون النظام الاقتصادي العالمي على كف عفريت كما يقال, و ليس لدينا قواعد بيانات او رقابة لنخاطب مجتمعنا او العالم وانما حالنا سوف يكون مثل الاطرش في الزفة امام خطط العالم والدول, و لاتوجد لدينا حكومة تعمل بشكل احترافي ولا بدائي ولا اموال لشراء ما نحتاج من معقمات وكمامات و علاجات واجهزة ومعدات طبية ولا يوجد ايضا ثقافة نظافة مستمرة و خطوط المجاري والقمامة مفتوحة امامنا وفي مدن مثل عدن.

و الحل انتقال كبار السن اقلها للقرى على ان تنعزل القرى عن بعضها لبعض الوقت واعتماد اجراءات السلام اي بوس وبالاحضان وزيارات ليس وقتها, في المدن تتوقف الزيارات و التجمعات و اسواق القات. فيكفي فقط شخص واحد مصاب يدخل سوق القات ليحول حياة المجتمع الى كابوس و لذا ابتعدوا عن ذلك اسبوعين او ثلاثة . كبار السن في المدن اتركوا مسافة مترين بينكم و بينهم و لا تتركوهم يأكلون معكم ويفضل عزلهم اسبوعين او ثلاثة و قبل ذلك لاتسلموا عليهم باليد او الاحضان يكفي عبث, فذلك يحميهم وليس تقليل لمكانتهم و سد باب ممكن يتسلل الفيروس اليهم. ايضا مهم جدا من تظهر عليه او على أحد من أقاربه أعراض مشابهة لاعراض كورونا اما يعتزل الكل وبشكل دقيق مع اخذ الاجراءات بمحمل الجد او يذهب الحجر او العزل الصحي و هذا افضل. تذكروا ان من سبق و رحل عنا وجد اهله حوله و جنازة, و لو انتشر المرض لن تجدوا احد بجانبكم والذكي من يحتاط له ولاهل بيته في بلد لاتوجد بها دولة بمعنى دولة . اخيرا على حكومة الشرعية دفع اقلها مرتبين و حكومة صنعاء مرتب ليحتاط الناس في توفير احتياجهم و على التجار ان لا يستغلوا حال الناس و الازمة, و على الاعلام ان لايبث برامج عن تكاثر النمل وانما عن التوعية الصحية والمجتمعية, و على مستشفيات القطاع الخاص هذا الوقت ليس وقت الكسب و انما العطاء.

وحفظ الله اليمن و اهلها .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي