جثة كبيرة اسمها اليمن

د.مروان الغفوري
الأحد ، ٠٩ اكتوبر ٢٠١٦ الساعة ١٠:٢٨ صباحاً
من الأعلى يمكن رؤية سلسلة من جرائم الحرب في اليمن آخرها حادثتا بيرباشا، تعز،وصالة العزاء بصنعاء.
 
وهي جرائم مرتبطة بإزهاق أرواح مجموعة من الناس الآمنين بطريقة وحشية في زمن معين.
هناك الجريمة الأكبر، وهي جريمة تاريخية
 
إخراج أمة من 25 مليون من التاريخ وإغراقها في الحروب والمجاعات والكوليرا والنزوح والثارات
وإلحاق العار بسمعة اليمن واليمني لزمن طويل، وتحويل المواطن إلى مشرد أو محارب في الداخل
وحالة أمنية في الخارج
وفوق كل هذا الحطام: إيقاد شعلة الطائفية الدينية
 
هذه جريمة تاريخية، تعادل اختفاء أمة كاملة من الوجود
وهي ذلك النوع من الجرائم التي لا تصلح لأن تظهر كلها في صورة واحدة حتى يمكن عرضها
فهي عميقة وممتدة في الزمان والمكان والذاكرة
ما حدث في صنعاء، بالأمس، كان جريمة حرب
 
أصابت، بصورة مباشرة،ألف أسرة
وما فعله صالح والحوثي كان جريمة تاريخية 
قوضت قوام أمة من الناس،وكسرت بلداً كاملاً، وشردت جمهورية بعشرات الملايين، وسكبت الفقر والمجاعة والكوليرا في عشرات آلاف القرى.
من الأعلى
هناك عشرات الجثث المتفحمة بفعل طيران التحالف
 
وهناك بلد متفحم، من صنيع صالح والحوثي.
وهكذا كل يوم، علينا أن نقف مذهولين أمام الجرائم المؤقتة،وعشرات الجثث
وإلى الخلف منا جثة كبيرة اسمها اليمن
وهكذا، بدأت هذه الجريمة التاريخية عندما دعا عبد الملك الحوثي إلى التعبئة العامة رداً على مادتين في الدستور.
وما حدث، وسيحدث، وكل الجثث التي ستحترق تحت قنابل "كل"الفاعلين
هي بسبب أن زعيماً دينياً دعا للتعبئة العامة رداً على مادتين في الدستور.
وهل يتوقع المرء من خطابات التعبئة العامة سوى الجثث المتفحمة،والنزوح، والإرهاب، والكوليرا،والجوع،والأطراف المقطوعة، والانتحار،وانهيار السلم الأهلي؟
يبدو عبد الملك الحوثي متفاجئاً أمام هذه النتائج. فقد قال في لقاء صحفي قبل أسبوعين إنه لو كان يعلم أن كل هذا سيحدث لكان قد استعد بشكل أفضل!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي