يوميات عاصفة الحزم
بدأت عاصفة الحزم وأنا أتابع كل يوم عن قرب أولا بأول استهداف قوات التحالف العربي لتحركات مليشيا الحوثي .
وفي المقابل كنت قلقا لنشاط أخي الصحفي وضاح اليمن واستمرارية وجوده في الحوبان وهي منطقة خاضعة لمليشيا الحوثي مع بقاء منفذ جولة القصر مفتوحا لدخول المدينة ، كنت في كل اتصال أخبره أن يبقى على حذر ويوقف أي نشاط صحفي أو إعلامي في التوقيت في ظل بقائه في الحوبان ، لكنه كان يطمئني بأن تحركاته حذرة وبأنه في أقرب فرصة سيحاول أن يغير سكنه إذا ازدادت الأمور سوء كون الأمور لا زالت في بداياتها الأولى .
قام بعض المتحوثين بالإبلاغ عن أخي وضاح بعد بدء نشاطه ظاهريا عبر قناة الحدث في عدة مكالمات هاتفية حتى تم اعتقاله من قبل أحد المتحوثين ويدعى عبدالوهاب الحسام الساعة الثالثة والنصف فجرا بعد رصد مكالمته عبر قناة الحدث عن عملية السهم الذهبي في منتصف الليل ، ومن ثم خروجه لشراء العلاج من مستشفى قريب من البيت في جولة سوفتيل . تم اعتقال أخي وضاح ليوم كامل ومن ثم إعادته من قبل المتحوث عبدالوهاب الحسام مقابل تعهده بإيقاف أي نشاط اعلامي مع الحدث وبقائه تحت المراقبة من قبل بعض المحسوبين على المتحوث عبدالوهاب الحسام ، و أبلغني أخي وضاح حينها بعد خروجه بأنه وضعه الأمني الان صار خطيرا وقال بأنه سيوقف نشاطه الاعلامي لفترة ويبدأ بترتيبات خروجه حيث أن فرص خروجه ما زالت متاحة وقد تضيق لاحقا .
رتب أخي وضاح خروجه مع رفيقه وصديقه المقرب هشام السامعي الذي كان هو الأخر قد تم اعتقاله لما يقارب الشهر في سجن الصالح بسبب نشاطه الاعلامي وأيضا بمعية ابن الخال الصحفي رياض الأديب ومعية أمي وإخواني الصغار الذي كانوا يعيشون مع أخي وضاح في نفس البيت وأيضا عائلة ابنة عمتي وزوجها وأولادها وإبن عمتي ياسر عبدالوهاب. ظليت على أعصابي لأيام عديدة ومعهم خطوة بخطوة حتى خروجهم إلى مأرب ومن ثم وصولهم إلى منفذ الوديعة سالمين .
تحركت إلى منفذ الوديعة حينها بسيارتي واستقبلتهم ، هي لحظات لا يمكن أن توصف حين رأيتهم ، رأيت فبهم وطني في تفاصيل وجوهم المنهكة رأيت اليمن .
بعد حوالي ٣ أيام استطاع أخي وضاح ورفيقه هشام و ابن خالي رياض الاديب الدخول إلى المملكة بتأشيرة حكومية بعد طلب عبر مكتب الرئاسة اليمنية فيما استكملت أنا بعدها بيومين دخول بقية أفراد أسرتي وأسرة بنت عمتي وبن عمتي ياسر بطلب زيارة عائلية وتسهيل من الأشقاء في المملكة .
فتحت لنا المملكة أبوابها بكل ترحاب وكما استقبلتنا في السلم فتحت لنا صدرها برحابة في الحرب .
شكرا سلمان ... شكرا مملكة الحزم