لا أحد يستطيع انكار الجهود التي قام بها مجلس التعاون الخليجي بعد ثورة ١١ فبراير السلمية ومحاولة جر اليمن لمربع العنف من قبل بعض القوى والأطراف والانتقال السلمي السلس للسلطة من الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى الرئيس الحالي عبده ربه منصور هادي عبر المبادرة الخليجية وأليتها التنفيذية المزمنة ومن ثم الدخول في حوار وطني لكل القوى السياسية اليمنية وما آل إليه الحوار الوطني الشامل من مخرجات سميت بوثيقة الحوار الوطني الشامل برعاية خليجية عبر مجلس التعاون الخليجي ودولية عبر المبعوث اليمني لليمن حينها جمال بن عمر وتحديد فترة انتقالية في اليمن تجرى من خلالها انتخابات رئاسة ونيابية ومحلية واستفتاء على دستور اليمن الجديد .
وما أن خرجت وثيقة الحوار الوطني إلى النور واكتملت مسودة الدستور الجديد حتى استغلت جماعة الحوثي الجرعة السعرية التي أقرتها حكومة الوفاق الوطني حينها لتبدأ في تنفيذ مشروعها التوسعي واغتيال أحلام اليمنيين عبر ركوب موجة الاحتجاجات الشعبية لتستغل حالة الارباك والتجهيزات للمرحلة الإنتقالية لتسيطر على محافظة عمران وصولا للعاصمة صنعاء وسيطرتها عليها في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ .
وهنا ظهرت حقيقة المليشيا الحوثية ومشروعها التوسعي المرتبط بالمشروع الايراني لتبدأ مليشياتها بالسيطرة على مؤسسات الدولة واختطاف أمين عام الحوار الوطني الدكتور أحمد عوض بن مبارك ثم احتجاز الرئيس هادي وحصاره في منزله والبدء بتحركات عسكرية في مختلف المحافظات اليمنية تحت مبررات محاربة داعش والقاعدة أمام المجتمع الدولي.
ولم يكن أمام الرئيس هادي من طريق غير طلب المعونة من الاشقاء في المملكة ودولة الإمارات وفق صلاحياته الدستورية ووفقا لاتفاقية الدفاع العربي المشترك وضمن إطار الجامعة العربية إدراكا منه بأن المعركة مع هذه المليشيا هي معركة قومية بالدرجة الأولى لكل عربي غيور ، في مواجهة المد الايراني بعد أن بدأت هذه المليشيا بتسيير رحلات جوية شبه يومية إلى ايران .
لم يتوانى ملك الحزم والعزم سلمان ولو للحظات ومعه خليفة بن زايد وبقية قادة دول التحالف العربي الذي شكلته السعودية عن نجدة أشقائهم اليمنيين وقدمت دول التحالف العربي وعلى رأسهم السعودية والإمارات كل أشكال الدعم العسكري والإغاثي والإنساني والإقتصادي . لكن اليوم تظهر أصوات نشاز تتبع جماعات تلبس رداء الشرعية لتشيطن التحالف العربي وتعض اليد الطولى التي قدمت وما زالت تقدم المزيد من الدعم بكافة أشكاله لشعبنا اليمني في معركته المصيرية ، ونرى ناشطين و قنوات للأسف محسوبة على أطراف في الشرعية تقدح من جهود التحالف العربي وتصور دعم التحالف وقتال قواته إلى جانب أشقائهم اليمنيين على أنه احتلال ، جماعات فقدت مصالحها تعمل لأجندة خارجية مرتبطة بتنظيم جماعة الإخوان وفق مشاريع تستهدف المشروع القومي العربي .
اليوم يقاتل السعودي والإماراتي والبحريني والسوداني بجانب أخيه اليمني على تراب اليمن ومن ثم تأتي هذه الأصوات النشاز لتقدح في كل التضحيات التي قدمها أشقاءنا .
هذه الأصوات الناكرة للمعروف لا تمثل الشعب اليمني وإنما تمثل أصحابها وأسيادهم الذين يملون عليهم إملاءات تحاول شق الصف خدمة للمشروع الحوثي .
شكرا لأشقائنا في التحالف العربي في السعودية والإمارات والبحرين والكويت والسودان ومصر والمغرب والأردن وكل ما ساهم وساند الشعب اليمني في أزمته .
سيبقى التحالف العربي أهم نقطة تحول في المشروع القومي العربي ، والانتصار لليمن هي بداية جديدة للعمل العربي المشترك تحت قيادة ملك الحزم والعزم سلمان حفظه الله وولي عهده الأمين محمد بن سلمان وقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسها خليفة بن زايد ومحمد بن زايد حفظهما الله .
شكرا لكم أشقاءنا بحجم التضحيات وحجم العطاء ...
-->