في مقالة سابقة لهذه المقالة الحلقة الأولى منها اجبت عن سؤال عنوان المقال من زاوية الإنسان وفي هذه الحلقة الثانية من البقالة سأتناول الإجابة من زاوية أو زوايا أخرى وليكون من الناحية الجغرافية أولا حيث تعد المملكة العربية السعودية أكبر دولة في الشرق الأوسط في المساحة بمساحة تبلغ 2.150.000 كيلومتر مربع بما جعل بعض المختصين تسميتها بالدولة القارة لمساحتها المترامية الأطراف .
وتمتلك المملكة العربية السعودية موقعا جغرافيا واستراتيجيا في شبه الجزيرة العربية فهي تتوسط الجزيرة العربية ولها سواحل مطلة على الخليج العربي وسواحل مطلة على البحر الأحمر بما يعني أنها دولة بحرية ، كما أن مساحتها الكبيرة جعلتها متنوعة التضاريس بشكل متميز حيث تجمع ما بين الصحراء والجبال والسهول والمناطق الساحلية .
و لموقع المملكة الجغرافي مميزات وخصائص متعددة كونها تقع في الركن الجنوبي الغربي لقارة أسيا وتسيطر على معظم مساحة شبه الجزيرة العربية وتحيط بها ثمان دول عربية من اتجاهات مختلفة وتقع على قرب من معبرين مائيين مهمين هما مضيق هرمز وباب المندب وتتوسط قارتي أسيا و أفريقيا وتقترب من أوروبا . ويمثل وجود الحرمين الشريفين مركز ثقل للمملكة على مستوى العالمين العربي الإسلامي بالإضافة إلى وجود مقر منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة .
كمان أن عدد السكان المتزايد للمملكة العربية السعودية يمثل واحدا من أهم مصادر القوة التنموية لنمو كتلة بشرية شابة قادة على احداث حراك تنموي كبير في ظل الاستراتيجيات المتبعة في المملكة لتفعيل الطاقات الشابة السعودية والمبادرات الاجتماعية الكبيرة التي يقودها شباب السعودية اليوم في ظل رعاية كريمة من قيادة المملكة.
واكتسبت المملكة العربية السعودية أهمية سياسية سواء في محيطها الخليجي أو محيطها العربي أو محيطها الاسلامي وصولا لمحيطها الدولي من خلال الحضور السياسي في مختلف القضايا الخليجية عبر مجلس التعاون الخليجي ودورها الفاعل في القضايا العربية عبر جامعة الدول العربية وتبنيها لعدد من القضايا العربية المحورية كالقضية الفلسطينية وغيرها من القضايا المحورية ودورها الفاعل في قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في الأزمة اليمنية بالإضافة إلى دورها الفاعل إسلاميا كونها مركز العالم الإسلامي لوجود الكعبة الشريفة فيها والمقر الرئيسي لمنظمة التعاون الإسلامي وأيضا دورها الكبير في تبني قضايا العالم الإسلامي والدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية وتأسيس التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب ومقره الرياض ، وصولا للدور الفاعل عالميا عبر الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة ودعمها لكثير من قضايا الشعوب ودول العالم الثالث على وجه الخصوص وما يخص المشاكل التي يواجهها العالم كمشكلة الاحتباس الحراري والمناخ .
وتتوافق الأهمية السياسية للمملكة العربية السعودية مع الأهمية الإقتصادية حيث تعتبر المملكة العربية السعودية أحد أكبر الدول النفطية وأحد أبرز أعضاء أوبك وهو ما عزز مكانتها الاقتصادية في العالم وشهدت المملكة طفرة تنموية كبيرة نتيجة ذلك ، ومع ذلك لم تقف المملكة عند هذا الحد بل عززت اقتصادها في مجالات مختلفة لما بعد عصر النفط والطاقة البديلة عبر حزمة من المشاريع الاقتصادية العملاقة التي تهيء المملكة للانتقال السلس لما بعد عصر النفط وهو تفكير استراتيجي ينم عن قيادة حكيمة و شابة وفاعلة جعلت المملكة اليوم في مصاف دول العشرين وأهلتها لتكون قوة اقتصادية عظمى مع تعزيز الصناعة الوطنية السعودية صنع في السعودية والبدء في توطين الصناعة العسكرية ليصبح الجيش السعودي بتشكيلاته المختلفة واحد من أقوى الجيوش في العالم .
-->