ولي العهد يعتذر عن عدم حضور مؤتمر الدول السبع لانشغاله بالإشراف على موسم الحج.
قرأت هذا العنوان ، وانا في الرياض، شعرت أن هذا الموسم سيكون مختلفًا عن المواسم السابقة من حيث التنظيم الرائع والحضور الكبير لقيادة المملكة.
نعم كان العنوان لافتًا، صادر عن قيادة حازمة، قرَرَت البقاء لأجل ضيوف بيت الله الحرام.
ومنذ وصولي إلى مكة المكرمة موفدًا لقناة اليمن لتغطية مناسك الحج، لاحظت مدى الجدية والتفاني في التنظيم الدقيق حيث شهدت الانتشار الكبير لقوات الأمن التي قامت بتأمين الحجاج وسهلت حركتهم بسلاسة تامة حتى اكملوا اداء مناسكهم.
" لا حج بلا تصريح" شعار تبنته السلطات السعودية، وهذا الأمر لعب دورًا حاسمًا في ضمان حقوق الحجاج النظاميين الذي يقطعون الأميال للوصول إلى بيت الله الحرام.
برزت جهود كبيرة بذلتها المملكة في تقديم خدمات متميزة لضيوف الرحمن وادارة الحشود المليونية بكفاءة عالية، حيث استحدثت المملكة العديد من الطرقات والخطوط والجسور لعملية سير الحجاج بكل يسر وسهولة.
ومن ابرز العوامل ايضا والتي ساعدت في نجاح هذا الموسم، استخدام التكنلوجيا في ادارة الحشود المليونية، حيث تم اصدار بطاقة "نسك" التي عملت على تنظيم الحج، هذا الكرت المعلق على صدر الحاح، لم يكن مجرد بطاقة تعريف بل كان جزءا من نظام شامل يستخدم الذكاء الاصطناعي لتتبع تحركات الحجيج وضمان الخدمات بشكل أفضل. وزارات الداخلية والصحة والحج والنقل والمياه وغيرها من الجهات والشابات والشباب المتطوعين جميعهم مثلوا قوة الارادة وحسن التفكير والتدبير في انجاح هذا الموسم.
وهذا ليس بغريب على المملكة خاصة عندما يكون القائد ملهمًا لكل من حوله، بالتالي تكون النتائج مبهرة في ظل أن الكل يعمل كخلية نحل واحدة، هدفها ريادة هذا البلد العظيم الذي أخصه الله ببيته الحرام وهو يعلم اين يترك رسالته ومهوى افئدة المسلمين.
نجاح السعودية في ادارتها لموسم حج 1445 عكس رؤيتها الطموحة 2030 والتي تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة كمركز رائد على مستوى جميع المجالات والرقم الأول على كافة الصعد لا الثاني.
-->