وفدان لا يلتقيان!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ١١ يونيو ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٠ مساءً

 

فبعد أن رأينا حماقة الوفد الحوثي، في ترديد شعاراته الجوفاء بين الصفا والمروة، والتي ليست من الدين في شيء.

وبعد عدم احترامه وتقديره لحسن الوفادة والضيافة، وافتقاده للحصافة واللباقة، واعتماده على الركاسة لا الكياسة.

وبعد أن تدثّر بالإحرام لغرض انتهازي اقتصادي وسياسي.

فمن خلال المعطيات السابقة، بالإمكان توصيف موفد الحوثي، بعصابة عبد الملك الحوثي في الحج.. هذه العصابة التي هي حالياً في مكة، ارتكبت جرائم قتل وإبادة، وهي متمترسة بايدلوجية متخلّفة، وهي متمترسة بشعار الموت لا الحياة، الحرب لا السلام، ولا يسعون إليه في جميع الأحوال، إلا إذا تمت هزيمتهم.. عصابة لا تجيد إلا الصراخ والولاء لخامنئي وبن بدر الدين .

عصابة مهمتها الفوضى وتنفيذ تعليمات خامنئي حرفياً، عصابة مكانها الطبيعي السجن والمحاكمة.. هذا هو الوفد الأول..!

الوفد الثاني.. قيل أن دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، طار يوم أمس إلى مكة المكرمة، وقيل عنه، كما قيل عن الوفد الحوثي بأنهما ذهبا لأداء مناسك الحج.

وطالما ذهبوا جميعهم للحج كما أُخْبِر بذلك؛ فكلا الوفدين المفروض،لا يلتقيان ولا يتناقشان ولا يتفاوضان.. وان يقتصر أقوالهم وافعالهم فقط فيما يخص فريضة الحج ولا يتجاوزانه!

غير أن ذهاب رئيس الوزراء ومرافقيه للحج، هو وفد حكومي رسمي بكل المقاييس.. وفد رئيس مجلس الوزراء شرعي، ويمثل الجمهورية اليمنية حصرياً-، وبذهابه للحج كوفد، المفروض، أزال اللغط الذي رافق زيارة عصابة الحوثي للأماكن المقدسة.. بترديد وفد الحوثي غادر..وفد الحوثي أُستقبل.. وفد الحوثي صرخ.. فغلب على الاخبار الإيحاء بأن عصابة الحوثي وكأنها وفد رسمي؛

فأولئك لا يمثلون اليمن اطلاقاً ، أولئك يمثلون عبد الملك الحوثي وعلي خامنئي لا غير!؛

وفد الجمهورية اليمنية، برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء، وقد سبقته لجنة بعثة الحج والعمرة اليمنية برئاسة وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور محمد عيضة شبيبة..

هؤلاء هم من يمثلون اليمن، وهم أساساً ملتزمون بالدستور والقانون، واحترام الجيران، وكل البلدان ولا يتدخلون بالشؤون الداخلية للدول، ولا يعتبرون أنفسهم أوصياء على الدين، ولا يدّعون الأحقية الإلهية بالحكم، وليس لهم من ولاء، إلا لله والوطن والثورة والدستور والجمهورية واستعادتها ومؤسساتها من تلك العصابة المغتصبة.

شعارهم المحبة والسلام، والبناء والتنمية، وإعادة إعمار ما خلفته حرب الحوثي العبثية، وواجبهم فرض هيبة الدولة، والوفاء بالالتزامات الحتمية وتوفير الخدمات والسلع للشعب!

أليس هناك فرق بين الوفدين..؟!؛ فهما في خطين متوازيين، المفروض ألا يلتقيان أبداً، والمفروض بانقلاب الحوثي بينهما برزخان لا يبغيان!

أختم فمن باب التحليل لا المعلومات، قبل ذهاب الدكتور أحمد عوض بن مبارك للحج، كان في زيارة للإمارات، ثم إلى السعودية والتقى وزير الدفاع السعودي، ومن بعدها عاد وذهب للبنك المركزي لدعم قراراته واجراءاته، وحضر هو واللواء عيدروس الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي حضرا تدشين الإجتماع العام الثاني لهيئة التشاور والمصالحة والقى كلمة أطلع المجتمعين على الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد..

 والأصل على ضوء ما طرح في ذلك اللقاء، ألا يحج هذا العام وأن يستمر بإدارة الحكومة شخصياً، لكن لعلّه خير ان يتغيب لاداء الحج خير من أن يتغيب، وهو ليس بحاج..

ومن باب التحليل والتخمين فقد يكون لزيارته للأماكن المقدسة علاقة بملف التفاوض مع الحوثيين، رغم إقرار دولة رئيس مجلس الوزراء بأن الحوثي لا يقوم بتخفيض التصعيد، ولا يحزنون..

ارجو شاكرا ومتمنياً على دولة رئيس مجلس الوزراء ألا يلتقي مع أي من موفدي عبد الملك الحوثي وعلي خامنئي للحج.. وأن يودي حجّه بعيداً عن الرفث والفسوق والجدال في الحج..

 اللهم تقبل منا ومنه ووفده صالح الأعمال!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي