اليمن .. لا مؤشرات للسلام تلوح في الأفق ..!!

ابراهيم ناصر الجرافي
الجمعة ، ١٥ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٢ مساءً

 

إن الكلام اليوم عن السلام في اليمن من قوى وأطراف دولية وأممية ' لم يعد أكثر من أسطوانة مشروخة ومملة ' يتم تشغيلها بحسب مصالح وسياسات تلك القوى والأطراف ' وأي حديث عن السلام اليوم لم يعد يلاقي أي إهتمام من المواطن اليمني ' ولم يعد له أي صدى على المشهد السياسي اليمني ' وذلك لأن كل مسارات السلام باتت مسدودة ' في ظل التراخي والتلاعب الأممي بالأزمة اليمنية ' وفي ظل استغلال القوى الاقليمية والدولية لتلك الأزمة استغلالاً سلبياً ' في صورة تعكس سلبية العلاقات الدولية السائدة اليوم ، وهذا الوضع السياسي الدولي السلبي كان له الدور الأكبر في تفاقم الأزمة اليمنية وتحولها من أزمة سياسية داخلية إلى أزمة ذات أبعاد إقليمية ودولية ' وتلك التطورات السلبية في مسارات الأزمة اليمنية لم تأتي من فراغ ' بل هي النتيجة الطبيعية والمنطقية للقراءة الخاطئة للمشهد السياسي اليمني ' بل إن الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد ' فهناك قوى إقليمية ودولية لم تتوقف عن إرسال الرسائل المشجعة لبعض الفاعلين الداخليين تحثهم على الاستمرار في تصعيدهم وسلوكياتهم الرافضة للحوار والسلام ..!! 

 

ما يجعل الأمم المتحدة والقوى الإقليمية والدولية الفاعلة في الأزمة اليمنية شريكاً رئيسياً في كل ما يحدث من فشل سياسي وتصعيد عسكري ' لأنها لم تقم بالدور المطلوب منها والمتمثل في ممارسة كل الضغوط ضد الأطراف اليمنية المتصارعة ' لإجبارها على الجلوس لطاولة الحوار والقبول بمبادرات السلام الأممية والدولية ، وبذلك فإن ما تقوم به الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من غض الطرف وحالة التماهي مع الأطراف اليمنية المتصارعة ' لا يمكن أن يشجع على السلام ' ولا يمكن أن يساعد على صناعة المزيد من فرص السلام ' بقدر تشجيعه على المزيد من الفشل والتصعيد ' والمزيد من الرفض لكل مبادرات ومساعي السلام ' من أجل ذلك باتت فرص السلام في اليمن شبة معدومة ' طالما والأطراف المتصارعة لم تتعرض لأي ضغوط أممية أو دولية حقيقية ' يمكن أن تجبرها على تقديم التنازلات الواجبة عليها وصولاً للتوافق والشراكة ' ويبدو بأن هكذا موقف دولي قوي وحقيقي غير وارد حالياً في ظل السلبية السائدة في العلاقات الدولية ' من أجل ذلك لم نبالغ عندما قلنا بأن أي حديث عن السلام لم يعد ذات جدوى ' وليس أكثر من ضياع للوقت وإهدار للجهد ..!! 

 

ويبدو بأن بعض الأطراف السياسية اليمنية المتصارعة ' باتت تدرك جيداً حالة العجز والفشل والسلبية السائدة في العلاقات الدولية ' وحالة الضعف والتراخي المسيطر على المنظمة الأممية ' ما يدفعها لرفض مبادرات ومساعي السلام ' وصولاً لتحقيق أهدافها وغاياتها والمتمثلة في ضرورة إزاحة بقية الأطراف المعارضة لها بالقوة ' ما يمكنها من الاستفراد بالسلطة ' وهكذا مواقف هي ليست أكثر من إقتناص الفرصة لتحقيق النصر ' والتخلص من تقديم أي تنازلات ليست مضطرة لها لهذا الطرف أو ذاك ' ولن أبالغ إذا قلت بأن الموقف المتراخي والسلبي من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تجاة الأزمة اليمنية هو من وجهة النظر السياسية عبارة عن ضوء أخضر للطرف الذي يمتلك إرادة سياسية قوية لحسم المعركة عسكرياً ، وفي ظل هكذا وضع فإن الحديث عن السلام ليس أكثر من عبث واستخفاف بالعقول ' وأي حديث عن المعاناة والظروف الإنسانية السلبية ليس أكثر من متاجرة واسترزاق ' وأي سياسي يعول على السلام فهو حتماً يعاني من حالة استغباء مستعصية ' نقول كل ذلك بمرارة وحزن وألم لأننا نحلم بالسلام وننشد السلام ' ولكن الواقع يسير بنا عكس ذلك ' في انتظار اتخاذ قيادة آحد اطراف الصراع لقرار الحسم العسكري ، واقتناص الفرصة القائمة ، الناتجة عن العلاقات السياسية الدولية السلبية ، وتجاوز الخوف من الخطوط الحمراء الدولية التي لم تعد ذات جدوى بعد ان ثبت للعيان حالة العجز والفشل التي تعيشها الامم المتحدة والمجتمع الدولي ، ورغم النتائج السلبية للحسم العسكري إلا أنه أفضل ألف مرة من حالة اللا حرب واللا سلم التي يعيشها الشعب اليمني اليوم ..!!

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي