المدينة حزينة بدون وضاح

صالح المنصوب
الثلاثاء ، ٢٧ فبراير ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٩ مساءً

لا نعرف ما يخبىء لنا القدر و ما تخفيه لنا الأيام  ولا الموعد الذي تأتي ساعة الرحيل.

كم هي صغيرة هذه الحياة الذي نقدسها و نحلم في البقاء فيها كثيراً لكن القدر يأخذنا غصباً دون إنذار.

منذ ساعات المساء وأنا غارق بالحزن والدموع لا أصدق الفاجعة التي هزة مشاعري و ايقضت ثورة الحزن بداخلي لم تستطيع أن تطفيها الدموع .

يا الله ما أقسى هذا الخبر الحزين أن يرحل عنا الأخيار ويختار القدر أحب الناس إلى المجتمع وأنقاهم .

رحل صديقي وزميلي وضاح الخوبري وتركنا للحزن والوجع تاركاً خلفه ذكريات عطرة من النضال.

وضاح كم انا منكسر وأشعر بالتحطم فقد هزمني خبر الرحيل وجعلتني اصرخ بالبكاء واعيش لحظات حزن دمرت كل سعادتي ، وضاح لا أعرف كيف أواجه قساوة الرحيل المفاجىء وهول الصدمة وألم الفراق ..

 وضاح رفيق النضال لو تدري بحالنا وحال شوارع المدينة التي أظلمت برحيلك فقد كنت ضوء قعطبة الحقوقي وصوتها الحر الذي لا يقبل الظلم تتصدر المشهد دائماً تقاوم كل انواع الظلم وتعرضت للضغط النفسي والمضايقات لكنك لم تنحني أو تنهار وبالرغم من الخذلان فقد بقيت على العهد تمثل صوت الكادحين ومنحاز لقضاياهم وهمومهم تبغي وجه الله .

صديقي وضاح  الذي تراكمت الأوجاع والهموم على قلبه لم يقبل يوماً أن ينحاز للظالمين ولم يساوم أبداً وفضل أن يبقى مناضلاً صلباً في صفوف الكادحين وهو الطريق الذي اختاره إلى أن توقف قلبه الطيب النقي .

قبل أيام لمحته على عجل وبادلني التحية كعادته ولم اكن اعلم أنها آخر لحظة كحلت فيها عيني بصورة المناضل الصلب التي ترثيه اليوم الدموع . 

 

وضاح الذي لم يعطي نفسه مساحة للراحة وتراكمت الأوجاع وقساوة الزمن المقلوب الذي قهره الواقع أن سنوات النضال كانت عكس ما كان يطمح إليه وقال لي قبل أيام أثناء اللقاء معه " نتائج مؤلمة لنضالنا ياصديقي لكن سنبقى إلى آخر لحظة نحافظ على قيمنا ولن نفرط بها "

 

 لم نكن نعرف أن ضغط الحياة  والحالة المرثيه لواقعنا التي لا تسر أبداً ستجعل قلب وضاح يتوقف ويتركنا للوجع والحزن .

 

الصباح حزين وقاتم في مدينة قعطبة وانت تتجول في شوارعها ولا ترى وضاح فبعد رحيله يخيم عليها الصمت والظلام .

يا الله كيف تأخذ منا وضاح وتتركنا بدونه وقد كان الملهم في الساعات الصعبة وفي زمن قلما تجد أنقياء مثله .

وداعاً صديقي وضاح الخوبري فقد ارضيت ضميرك و تحمل قلبك اثقال من الألم والوجع لكن هذا قدرك وقدرنا جميعاً.

رحمك الله وأسكنك فسيح جناته وجمعنا بك في جنة النعيم ..

تعازينا لأسرته وكل محبية وعظم الله اجرهم .

انا لله وانا اليه راجعون.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي