الغرفة المشتركة!

د. علي العسلي
الأحد ، ٢١ يناير ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٥ صباحاً

ما أحلى أن يكون الهدف محدد، والرؤية واضحة، والوسائل معروفة ومعلومة!

فكلما انحصرت الخيارات، كلما كانت النتائج المتوقعة جيدة جداً، وكان الهدف قابل للتحقيق، وتقليل الخسائر إلى حدّها الأدنى شيء مضمون!

فلدى القيادة اليمنية الشرعية خيار من خيارين.:_ الخيار الأول، هو أن ينزل الحوثي من على الشجرة بعد النفخة الكبرى بسبب غزّة.

 فيستجيب لدعوة السلام المنشود؛ ويتم التوافق والسلام، ويتجه اليمنيون بمساعدة ودعم جيرانهم ومحيطهم العربي، لترميم جراحهم وإعادة بناء بلدهم.. فإن أبى الحوثي، وكل الشواهد ترجح ذلك؛

 فإن الخيار الثاني المرّ، هو فعلاً المطروح على الطاولة، بوجوب كسر الحوثي عسكرياً حتى يجنح للخيار الأول، وذلك عبر ((غرفة عمليات ‎مشتركة لجميع ‎القوات_اليمنية وبدون استثناء)).

جاء هذا الكشف والوضوح من قبل نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية (عبدالله ال هتيله) عن مادار بينه وبين الرئيس رشاد العليمي عندما التقاه مؤخراً ،قال أن الرئيس العليمي قال له: "

(غرفة عمليات ‎مشتركة لجميع ‎القوات_اليمنية وبدون استثناء، والجميع مصرّون على كسر ‎الحوثيين عسكرياً إن لم يستجيبوا لدعوات ‎السلام المنشود)".

فمنذ تشكيل مجلس القيادة فإن المتتبع لتحركات ومواقف ونشاطات رئيس مجلس القيادة الرئاسي، تجد أغلبها منصبّة لإخراج اليمن من عنق الزجاجة في شتى المجالات.

فيرى المتتبع من أي معدن هذا الرئيس العليمي، إنه من معدن الرجال الأكفاء في الحكم، وفي تحمّل المسؤولية.

فالمنصفون وهم كثر، سيقولون أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي الاستاذ الدكتور رشاد محمد العليمي، أهل لتحمل الآمانة، وموفق في ايجاد توازنات، وسعيه حثيث في البحث عن مخرج لإخراج اليمن مما أوقعه الحوثيون فيه!

فاليمن مكلوم، ومصابه جلل، وتحمل اليمنيين قد فاق كل احتمال.. حالياً تتنازعه الأيدلوجيات، وتستبيحه الدول، والمخاوف من تقسيمه وتمزيقه لا تخفى على أحد.

 فكل ما سبق محتاج لقائد وسياسي محنك، مبدع وحكيم، ويتعامل بحلم، ووطني قدير، وأعتقد أنها تتوفر في رئيس مجلس القيادة الرئاسي.

 فالرجل لا يلتفت إلى تسجيل نقاط لصالحه وشخصه.. الرجل أزعم أنه يتعامل بحرفية عالية وبمسؤولية من دون ضجيج اعلامي، أو اقلام تمتدحه صباح مساء كما يحلو لآخرين اتباعه!

  أنه فعلا يريد، ولديه القدرة على تغيير الصورة السلبية لدى دول العالم المختلفة إلى الصورة الايجابية لاستطاعة السلطة الشرعية، التمثيل المسؤول لليمن وفقا للدستور اليمني والقانون الدولي!

وبذلك فإنه يتميّز هو واعضاء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بشكل جليّ عن جماعة الحوثي الميليشاوية، التي برهنت على أنها بسيطرتها على مقدرات الدولة اليمنية والجيش، استخدمتها وفقا لمبادئ العصابات والقراصنة، لا الدولة.

فــ"العليمي" استطاع إقناع دول العالم بأنه قادر على تمثيل اليمن كرێيس دولة يحترم الدول، ولا يتدخل بالشؤون الداخلية للغير، ومعلوم أن من ينازعه سلطته هو متخلّف كهنوتي يعتمد على التجهيل والخرافة ويتبع إيران دون الالتفات لمصالح اليمن ، ولا يتمتع بالتعايش والسلام ليس من قاموسه مطلقاً.

ولقد أظهر الرئيس العليمي جدارته هذه الأيام اثناء أزمة البحر الأحمر، بلقاءاته المكثفة بسفراء ومبعوثي الدول، فقد أكد لهم ما كان ينبغي وما ينبغي ان يكون؛

من دون أن يستغل عداء الدول للمنقلب الذي ينازعه السلطة، فهو ضد الاستقطاب الحاصل، وضد التوظيف الانتهازي.. فأكد الرئيس على أن السلام هو الخيار الافضل لإخراج اليمن من أزماته.

 ويقول انه باستعادة الدولة، فهي الضامن الرئيس لاستمرار السفن والملاحة البحرية في التحرك بآمان في البحر الأحمر من دون تهديد.

وإن شاء الله عن مواقف السلطة الشرعية من الاحداث الجارية، سأتناولها في مقال أخر..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي