حول المتداول!(1)

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ١٦ يناير ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣٢ مساءً

الموقف المبدئي

المفروض أن الموقف المبدئي يحتم على كل اليمنيين الرفض التام لأي عدوان أو أي اذى لليمن واليمنيين أكان داخلياً أم خارجياً.

التفريق بين الحوثي وغزّة

ضروري تسمية الأشياء بمسمياتها، مهم وضع النقاط على الحروف، فلابد من التفريق بين غزة وفلسطين من جانب، حيث كل الشعب اليمني معهما، ومتضامن ويشعر بالمرارة والآسى والقهر وهو لا يستطيع المشاركة برد العدوان عنهم، ولا بإيصال المساعدات.

 بينما على جانب الحوثي، فالأمر مختلف، الحوثي لا يحقق الإجماع اليمني، فالأغلبية ضده وانقلابه وسلوكه، بعكس غزة وفلسطين عند الشعب اليمني.

 فإن جاء الحوثي بشيء لصالح غزة وفلسطين قبلناه ولا نرفضه شريطة ان يراعي عدم الاضرار باليمن بالاستناد على فلسفة حسن نصر الله، ان يتخذ القرار بدون ان يعرض الأمن الوطني لمخاطر.

المهم في الامر ألا تبييض عندنا للحوثي لجرائمه في اليمن، بل نطالبه إن كان صادقا مع غزة باتخاذ قرار فوري برفع الحصار عن تعز،فالقرار بيده دون غيره، فتعز نالت من الحوثي ما نالته غزّة وأعظم!

 وينبغي ان يتفهم إخواننا في حماس وباقي المقاومة الفلسطينية موقفنا من الحوثي ، فنحن لا نزال نتلقّى منه القتل والتجويع والتشريد وقطع الرواتب، ولا يزال مغتصباً للسلطة، منقلبا على الشرعية، ومستوليا على مؤسسات الدولة بالقوة.

فالمعذرة.. فقد لا تعرفونه.. نحن نعرفه عزّ المعرفة.. نعرف مواقفه ونعاني من تصرفاته وسلوكه..نفهم مقاصده ونعرف الآعيبه، ونعرف هزله من جدّه.. مختبرين خداعه ومكائده واستغلاله للأحداث الداخلية والخارجية!

رسائل

أتدرون أيها اليمانيون أن العدوان البريطاني الامريكي الأخير وما قد يسفر من مشاكل وتحديات، وتداعيات وضحايا، وإقلاق للسلم والأمن الاقليمي والدولي؟

 هو ناتج عن عجز وفشل الحوثي في مساعدة واسناد غزة في عمق الكيان الصهيوني، فعسكر البحر الأحمر، ومارس ممارسة القراصنة، واثبت انه ليس بدولة.

 فلو كان دولة كما يدّعي لاتخذ قراراً بإغلاق مضيق باب المندب حتى يرفع الخصار عن غزة.

 وما كان ليغامر ويخاطر بأمن اليمن واستقراره واقتصاده؛ وما كان ليخدم إيران بهظائه هءا التهوّر نصرا وتمكينا لها، فها هي تحاور وتناور وتفاوض الأمريكان، وقد تجني دون تحمّل المسؤولية..

ولولا استفزاز الحوثي وقصف امريكا لبعض مواقع تواجد الحوثي-والمستهدفة سابقا بأكثر من مرّة-، لما كانت ايران قد تجرأت على قصف دولتين عربيتين ذات سيادة هما العراق وسوريا، والمستغرب أن كلا الدولتين تربطهما بايران علاقة استراتيجية!

رسائل عن طريق الوكلاء، باسلوب الفعل وردّ الفعل، وقد تتطور إلى حرب، وتجد ايران وامريكا نفسيهما وجه لوجه.

ومن يريد عدم التوسيع والتصعيد، فليبادر بوقف العدون الصهيوني على غزة وفوراً، وليغادر مربع الحرب الباردة والرسائل عن طريق الوكلاء.

 فتأديب الوكلاء يضر بشعوب المنطقة والبحار الدولية، وليس بمقدرات تلك الميليشيات!

وفيما بين الرسائل المتبادلة بين ايران ووكلائها، بالقصف والردّ باستهداف السفن بالبحر الاحمر وخليج عدن؛

 أوجد الكيان الصهيوني لنفسه-وهذا حلمه- ثغرة للتسلل لاستهداف اليمن، ويعتقد أنه هو من قصف موقع الحوثي في "اللحية" بالحديدة، والحوثيون لا يتجرأون بالبوح به، ويحملونها أمريكا، وامريكا تنفي.

 وبالتالي المسألة لم تعد رسائل لتتنصل ايران عن المسؤولية، فأمريكا قد صادرت السلاح النوعي المتطور الذي كان سيصل لتعزيز ترسانة الحوثي، والمرسل من ايران.

 فلا مفرّ إذاً من المواجهة إن كانت امريكا تريد الحفاظ على بقائها في المنطقة!

.. تبع..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي