الحارسان والحُرّاس!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٠٨ يناير ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢٨ مساءً

 حارس البحر الأحمر الحوثي يدّعي أن جيشه هو حارس البحر الأحمر في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" نصرة لإخواننا في غزة.. تسمية لا تمت بصلة لـــ"طوفان الأقصى" ولا حتى لـــ"شهداء" على طريق القدس.. 

فما الغرض من هذه التسمية؟ فأحذروا ياحُراس الجمهورية ويا سلطة شرعية!! 

 

 ولقد قال المشاط أن قواته "حارس البحر الأحمر" خلفها ٤٠ مليون مقاتل، بعد ان دعا الحوثي عبد الملك إلى الخروج المليوني الجمعة الماضية،وبالفعل كان الخروج مسلحا وكبيرا في أكثر من محافظة!

 الحوثة مُدَّعون، فلا حرسوا البحر الأحمر ولا يحزنون، بل لغموه وزورقه وقوربوه وهاهم يعسكرونه، بجلب الامريكان والإيرانيين! 

وعندما قتل عليهم عشرة من قبل الأمريكان، اقتلب الخطاب عندهم مائة وثمانين درجة، فنسوا رفع الحصار عن غزة عملياً-حيث عجزوا كلياً عن تحقيق ذلك- ، وكل تحشيداتهم الأخيرة هي للثأر من الأمريكان، وأصبحت القضية كلها برأس عبد الملك الحوثي، والذي على أساس أنه مفوض من المحتشدين! 

 

والمنطقة كاها مقبلة على تصعيد، بسبب توعد الحوثي للأمريكان، من أن الرد قادم، وبعد الردّ سيكون على أمريكا أن تختار التهدئة أو تختار الحرب،هكذا يقول الحوثي. 

 

ويقول ايضاً.. إذا أرادت امريكا عدم التصعيد، فعليها تسليم قتلة البحارة الحوثيين لمحاكمتهم لدى سلطة الحوثي، مالم؟! فعليهم انتظار الرد وهو قادم لامحالة! 

 

حارس الإزدهار في البحر الاحمر

هو تحالف متعدد الجنسيات تقوده الولايات المتحدة الامريكية، ويهدف لشن عملية عسكرية للردّ على الهجمات التي يقودها الحوثيون على السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني أو المرتبطة به في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

 وهذا الحلف لحد الآن لم يتخذ قرار الهجوم على الحوثي، فهولا يزال يدافع، فيتصدى لمسيرات وصواريخ الحوثي.

 فهل ولد ميتاً؟ إذ لم يقم بمنع الحوثي من تهديده للسفن، فهو مستمر في إعتراضه! 

 

وتفيد التقارير أن اعتراضاته مؤثرة على الكيان الصهبوني.. حيث تفيد التقديرات من أن حصار الحوثي للبحر الأحمر خلال شهر قد كلف الكيان الصهيوني حوالي(4) مليار دولار،أي أن ميناء "إيلات" قد تعطلت بنسبة ٨٥٪.

 والحقيقة علام يبدوا أن الحوثة قد أحرجوا الأمريكان، فمنذ بدابة العدوان والامريكان يسعون لعدم توسيع النزاع في المنطقة، لكن لا تستغربوا إن رأيتموها في أي لحظة،هي من تقوم بتوسيعه، إذا ما قررت ضرب الحوثة! 

 

حُرّاس الجمهورية

إن حراس الجمهورية، او بمعنى أدق ألوية حُراس الجمهورية، هي الوية اسسها العميد (طارق صالح)،نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أسسها، في ديسمبر ٢٠١٨.

 وأصبحت اليوم قوة وازنة ولا يستهان بها، وبإمكانها أن تحرس الساحل الغربي والبحر الاحمر وباب المندب،لا بل الجمهورية كلها..

فما على القيادة السياسية إلا أن تتخذ القرار وتعطي الأوامر لحراس الجمهورية لتحرير الحديدة كفاتحة لاستعادة العاصمة صنعاء ومن ثمّ باقي المناطق؟!

أسست الوية حُراس الجمهورية، بحسب قول قائدها ومؤسسها؛ لقتال الحوثيين، وإنهاء المشروع الايراني الحوثي الكهنوتي القائم على خرافة التفوق العرقي والتمييز العنصري والظلم الاجتماعي ضد الشعب اليمني.

 

والحوثيون يعملون ربما لهذه القوة الف مليون حساب، كما تعمل ربما الحكومة الصهيونية الحساب، لكتائب القسّام، ولا تندهشوا إن رأيتم عملية "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، التي دشّنها "المشاط"، هي بدرجة اساس ضد قوات طارق والمخا وباقي المحافظات.

 وسيبررون إن فعلوا ذلك، أن قوات الشرعية قد أعاقت دعمهم لغزة! 

 

وعلى الرغم من أن حراس الجمهورية قد أصبح قوة ضاربة، إلا أنه مكبل باتفاق ستوكهولم، والمفروض أنه بعد أن خُرق الاتفاق من قبل الحوثي مرارا، وتصرفه الأخير الأحادي، الذي يجلب عدم الاستقرار لليمن والعالم في البحر الأحمر، ينبغي أن تكون الأولوية لتحرير الحديدة وموانئها، وفوراً. 

 

.. وبناءًا على ماسبق، صار على الشرعية اتخاذ ما يلزم ليكون مضيق باب المندب وكل الشواطئ في البحر الاحمر تحت حراسة الجيش الوطني، وان تكون الوية حراس الجمهورية مدموجة فيه، وأحد تشكيلاته القوية ولها اليد الطولى على الحوثي! 

 

فما هي إذاً النتجية من كل ماسبق؟

 الحوثي لم يستطع رفع الحصار عن غزة، ولا استطاع تأمين البحر من القوات الاجنبية.

وحارس الازدهار لم يستطع ايصال السفن لميناء ايلات. 

وحراس الجمهورية لم يستطع حتى الأن حماية بحار الجمهورية وشواطئها، لا بل حمايتها ذاتها بانهاء الانقلاب الحوثي الكهنوتي عليها..

 

الغريب في الأمر كذلك، أن الامريكان وهم يهددون بعملية عسكرية، يتوددون الحوثي وينصحونه بعدم استعداء دول ستدعم اليمن واقتصاده.

 

ومن المفارقات ايضاً؛ أن امريكا تصول وتجول لترتيب ادارة بديلة لحماس على غزة وهي منتخبة. 

بينما ثبتت ودعمت الحوثي وهو منقلب على السلطة الشرعية بقوة السلاح، واعاقت وعرقلت السلطة الشرعية في سبيل العودة للعاصمة صنعاء!

ومن المدهش انه في ظل هكذا توتر تخرج خارطة الطريق اليمنية من تحت الطاولة إلى فوقها وتناقش بقوة ،ولا نعلم لصالح من ستكون؟ 

أو من سيوظفها لصالحه أكثر في ظل الوضع القائم المهدد للسلم والأمن الدوليين! 

 

المسألة يا عالم لو أردتم حلّها لاستطعتم بـــ" وقف العدوان الصهيوني على غزة، وايصال المساعدات إليها..وانهاء انقلاب الحوثي وعودة الشرعية للعاصمة صنعاء"

 لينتهي بذلكم عسكرة البحر الأحمر..أرأيتم كيف هو الحل بسيط؟!  

أم المطلوب أن تبقى أمريكا تحافظ على الفزّاعات في المنطقة لابتزاز دولها؟!

 

.. لنتابع جميعا قادم الساعات والايام الحبلى بالمفاجآت!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي