النظام العربي الرسمي" وجُوهٌ عليها غبرة"..ومحور المقاومة "ترهقهم قترة" ؟!( 2_2)

د. علي العسلي
الأحد ، ٠٥ نوفمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٣:١٣ مساءً

نتابع ونقول.. على الرغم من أن  (نصر الله) قال في خطابه، من أن قضية غزّة، هي قضية فلسطينية بامتياز (مجازر غزّة تعني كل الأمة يا نصر الله)..نصر الله تلاعب بالالفاظ والموقف،فحيّر خصومه في تقدير موقفه  وتوجهه بالضبط،تحدث أن تصعيده مرتبط بسلوك العدو والتغيرات في غزة، وأبقى الباب مفتوحاً، وأن كل الاحتمالات مفتوحة..واعطى مادة لمحبيه (يدندنون) عليها، فاستخدم مصطلح  الوضوح والشفافية، والغموض ايضاً، أبقى الغموض ضمن معادلة المعركة.. غير أن مسؤولي الكيان الصهيوني بعد الخطاب هددوه شخصياً بالتصفية، كما هم يعملون على ملاحقة المناضل  (يحي السنوار)، وسيسعون لتفكيك حزب الله كما يحاولون فعل ذلك الآن على  حركة حماس،  ويهددون بجعل بيروت مدمّرة، كما يفعلون الآن بغزّة الحرّة الأبية.. وكل ما يحصل، يحصل على مرأى ومسمع العالم، ومحمي من قبل الولايات المتحدة الامريكية..  (نصر الله) في خطابه كان، وكأنه ناشطاً ومحللاً سياسياً.. كان محللا متمكناً، ومشخصاً مبدعاً، ومبرراً مقنعاً.. ومع كل ما قال؛ فإن العدو مستمر في أفعاله، لا يأبه بما قاله أو سيقوله نصر الله، وليس عنده وقت لتحليل ما بين سطور خطاب (نصر الله)، بل أن أي حركة تدّب على الثغور في حدود جبهة لبنان الداعمة أو الساندة؛  يستهدفها العدو كحرب استباقية، فيصطاد شباب المقاومة هناك بطل وراء أخر.. العدو الصهيوني مستمر  في غيّه وجنانه، مستمر في نازيته ومحرقته بدعم أمريكي كامل، مستمر بعد خطاب (نصر الله) كما قبله، بل ربما أكثر.. مستمر في التطهير العرقي، ومحاولة التهجير القسري! ويبدو أن تحريك البوارج وحاملات الطائرات الأمريكية إلى المنطقة قد أحدثت الآثر النفسي على (نصر الله)، فجاء خطابه،خطاب سياسي، محسوب وحذر، وغير مفيد لغزّة،  ولا هو بحدود المتوقع منه، فاختار مفرداته وكلماته بعناية، وشهد لأصحاب النصر انتصارهم،  وحملهم تبعات قرارهم؛ فبرأ نفسه وإيران مما يحدث من طوفان وزلزال.. اكدّ (نصر الله) على وقوفه ودعمه لغزة ولمقاوميها،  ذلك من خلال فتح لبنان لعمليات تشن من قبل كتائب القسام وكتائب سريا القدس فرع لبنان، ومن خلال مشاغلات العدو بالجنوب اللبناني،  وسحب ما يقرب الثلث من قوا العدو  إلى حدود لبنان، والضغط كذلك على العدو بإخلاء مستوطنيه من مستوطنات غلاف لبنان، كما حدث في غلاف غزّة.. أقر واكد (نصر الله) على التأييد والسعي لتخفيف الضغوط، وبكل أنواع التضامن! وصدقوني أن الهدف الآني هو تفكيك حماس، فإن نجحوا، فالغاية تفكيك حزب الله في لبنان، وضرب المفاعل النووي الايراني واسقاط نظام خميني بإيران..دفاعكم عن غزّة هو دفاع عن أنفسكم قبل غزة، فلا تَمُنّوا ولا تُهيّبوا ولا تستعرضوا، فتقعوا..   إن التهديدات الأمريكية قد أخذها (نصر الله) مأخذ الجد مهما ظهر بعكس ذلك نظرياً، من أنه قد أعدّ العدّة لها، فالذي يعدّ العدّة لا يهدد خصمه بها، إلا إذا كان لا يريد استخدامها؟! فعنصر المفاجأة يتحقق بالتكم الشديد وطوفان الأقصى، درس يتعلم منه الجميع!   ولا شك أن طوفان الأقصى، ستقوم على إثره تحولات وتبدلات،(نصر الله) لم يشير إليها إلا على استحياء..سرديات كل العرب المحبين تقول أن معركة طوفان الأقصى، على طريق التحرير والعودة لا التهجير، معركة التحرير وصلاة المسلمين  قريبا بالأقصى؛ بينما (نصر الله) يعتبرها عملية أو حدث نوعي وفِّق المنفذون باختيار الزمن لتنفيذها،  في يوم سبت كان  فيه اليهود معطلين؛ سكارى أو  نائمين.. فكان ماكان.. ووقع ما وقع.. فوجب على حزب الله  التضامن لا الشراكة في الحرب.. والفرق كبير.. إن ما يقوم بما يقوم به "حزب الله" في الجنوب اللبناني ، هو من أجل تخفيف الضغط الحاصل على غزّة، أولم يرى أن الضغط لم يتخفف، وأن الإبادة قد حدثت..فماذا لولم يتدخل؟ ماذا عساه أن يكون أكثر مما هو كائن؟! اكتفى (نصر الله) بالتضامن والمؤزارة.. فجاء الرد على خطابه أفعال لا أقوال؛ فاستهدف النازيون الجدد مستشفيات ومدارس، والشهداء بالمئات في غزّة، وتصعيد أكبر على جنوب لبنان،بل واستهداف المدنيين اللبنانين(سيارة إسعاف قبل قليل)، الذي اعتبرهم (نصر الله)  خط أحمر، سيرد بالمثل..أنلوم (حسن نصر الله) على ذلك؟!؛ أم نطالبه بتنفيذ غموضه الذي يلعب به بأعصاب الصهاينة.. فما هو الغموص؟!؛ كي يشفي صدور قوم مؤمنين! أيمكنتا بعد الخطاب أن نبقي (شعرة) الغموض التي اشار إليها (نصر الله)؟؛ لنبقي الأمل أم نقطعه نهائيا؟!؛ أم ينبغي علينا أن ننزع عن محور المقاومة التنفّس الصناعي، ونقرأ الفاتحة عليه، كما قرأناها على النظام العربي الرسمي منذ عقود؟!؛   إن النظام العربي الرسمي العربي الذي وافق على عقد قمة عربية طارئة ستستضيفها الرياض يوم الحادي عشر من نوفمبر من الشهر الجاري، من أجل التوصل إلى رأي عربي موحد إزاء التصعيد الغاشم للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.. لاحظوا ستعقد بعد مرور أكثر من شهر، وبماذا ستخرج؟  برأي موحد؟ "إزاء التصعيد الغاشم للإحتلال على قطاع غزّة"؟ رأي موحد؛ وكأن الرأي الموحد غير متوفر،وكأن مايقوم به الكيان الصهيوني (تصعيد)، وليس القيام الفعلي  بــ(الإبادة) لغزّة كلها.. قمّة ستعقد بعد هذه المجازر النازية الصهيو_أمريكية ..خيرة الله.. انظروا متى موعد القم!؛ وكأنهم ليسوا على عجلة من أمرهم، وكأن الظروف التي وصفوها بالطارئة، هي في الواقع شبه طبيعية!! لماذا كل هذا التأخير؟ ألا يفهمه الكيان الصهيوني الغاصب؟!؛ فرصة له للإجهاز على غزّة وإستكمال إبادة أهلها.. إن النظام العربي الرسمي للآسف، لم يعمل أي شيء من شأنه إيقاف العدوان، وإيصال المساعدات لحد الآن..فلماذا سيجتمعون اذاً؟ لم يتدخلوا لايقاف العدوان والمجازر ولم يستطيعوا فرض إيصال المساعدات، فما عساهم أن يقرروا؟ أتتوقعون مثلما توقعنا من نصر الله انه بخطابه سيعلن احراق (تل أبيب) كما أحرقت غزّة؟!؛ بمعنى هل تتوقعون منهم تحريك الجيوش، أو سيستخدمون مالديهم من أوراق مهمة لإيقاف العبث الأمريكي بالمنطقة..لا داعي لرفع سقف التوقعات من إجتماعهم.. فلو وصّلوا المساعدات ومنعوا التهجير وأعادوا بناء ما دمرته قذائف اصدقائهم، يكونون في هذا  قد قدموا الشيء الكثير؟!؛ عليهم أن يجبروا امريكا على الضغط الحقيقي على الكيان لوقف العدوان وادخال الوقود والمساعدات للغزاويين في الحال، ولن يحصل ذلك، إلا إذا هددوا بورقة النفط وتوقيف تصديره؟!!.. ..فما عساهم بإجتماعهم أن يقرروا؟!؛ أتُرى؟ أيستطيعون الوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح الغزّاويين؟! أم أن هذا حتى غير مسموح به وممنوع وسيُعدّ تشجيعاً ودعماً للإرهاب؟! وتُرى هل سيُصّرون على موقفهم الرافض للتهجير؟ أم سيخضعون لضغوط امريكا ويستقبلون المهجرين قسرياً؟!؛ وبعد الانتهاء من تدمير غزّة.. تُرى.. هل سيستطيعون إعادة المهجّرين؟ وتُرى هل سيوافقون على ادرة مؤقتة دولية على غزّة لو نجحوا في التخلّص من سلطة حماس ؟!؛ أو سيوافقون على سلطة أمنية بديلة لحماس؟؛ يهيئها ويعدها محور الصهيو_امريكي الآن، لكي تحمي الكيان الصهيوني من تكرار ماحدث؟ وهل بعد خطاب (نصر الله) و (القمة العربية) المزمع انعقادها سيتساوى محور المقاومة والنظام  العربي الرسمي في سلبيتهم من القضية الفلسطينية، وفي تحمل المسؤولية للإبادة التي حصلت وتحصل لأهل غزة؟.. فهل بعد القمة سنقرأ الفاتحة عليهما معاً؟! أم أن المقاومة لا تزال بخير والساعات والأيام القادمة حبلى بالمفاجأت وبما يسر.. نتمنى ذلك من كل قلوبنا..صدقاً وحقاً لانريد لوجوههم "الغبرة" ولا نريد أن ترهقها "القترة"!.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي