وحشية الكيان الإسرائيلي

أحمد الشامي
الخميس ، ٠٩ نوفمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٧:٥١ مساءً

 

رغم المجازر المروعة و الوحشية التي ينفرد بها الكيان الصهيوني في تعاملهم مع الشعب الفلسطيني ، و تخاذل و نسيان الأنظمة العربية للقضية الفلسطينية ، تظهر هناك أصوات النشاز ( صهاينة العرب )، من يحمل كتائب الشهيد عز الدين القسام وحركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية المسؤولية الكاملة بالمجازر التي ترتكبها قوات الإحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين و الابرياء بقطاع غزة ، وكانا جيش الاحتلال الإسرائيلي يفرش الأراضي الفلسطينية بالورود والزهور منذ عام 1948م ، تلك الأنظمة المطبعة مع الكيان الغاصب وتلك الأقلام المأجورة متناسيا التاريخ والمجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق الشعوب العربية وخاصة الشعب الفلسطيني .

لم تكن تلك المجازر من نصيب الفلسطينيين فقط إذ نال مصريين في سيناء ولبنانيين في قرية قانا بجنوب لبنان بعضٌ منها ، سوف نقوم بذكر بعض من تلك المجازر التي ارتكبها قوات الاحتلال بحق الأبرياء ، و نقوم بتوضيح تلك المجازر لاصحاب الأقلام المأجورة والتي تدافع على الكيان الصهيوني وتحمل المسؤولية للمقاومة وحركة حماس .

مجزرة دير ياسين القدس أبريل عام 1948م ، ارتكبت المجزرة جماعتا أرجون وشتيرن في قرية دير ياسين الواقعة غرب مدينة القدس. وراح ضحيتها حوالى 250 ضحية أغلبهم من كبار السن، الأطفال والنساء .

مجزرة قرية الطنطورة حيفا مايو عام 1948م ، هاجم الجيش الإسرائيلي قريةَ طنطورة الواقعة جنوب مدينة حيفا مايو/أيار 1948 وأطلقوا النيران لعدة ساعات خلفت أكثر من 200 قتيلا فلسطينيا دفنوا في حفرة كبيرة أو قبر جماعي أُجبر بعض الفلسطينين على حفره .

مذبحة خان يونس نوفمبر عام 1956 م ، نفّذ الجيش الإسرائيلي، في 3 نوفمبر/ تِـشْرِين الثاني 1956 مذبحة ضد اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة، راح ضحيتها أكثر من 250 فلسطينيًّا. وبعد تسعة أيام من المجزرة الأولى 12/11/1956 قام الجيش الإسرائيلي بقتل 275 فلسطينيا من المدنيين في نفس المخيم، كما قُتل في نفس اليوم أكثر من مائة فلسطيني آخر من سكان مخيم رفح للاجئين .

مجزرة مصنع أبو زعبل فبراير عام 1970م ، قام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف قرية أبو زعبل في محافظة القليوبية بجمهورية مصر العربية في 12 فبراير 1970. واستهدف مصنعا قتل فيه 70 عاملا مصريا وجرح أكثر من 69 آخرين كما دُمّر المصنع عن آخره.

مجزرة مخيم صبرا وشاتيلا سبتمبر عام 1982 م ، تعتبر مجزرة صبرا وشاتيلا إحدى أبشع المجازر التي ارتكبت في العصر الحديث. استمرت المذبحة 3 أيام إذ بدأت في 16 سبتمبر وانتهت في 19 من نفس الشهر. قامت مليشيات لبنانية برفقة الجيش الإسرائيلي بعمليات قتل جماعية في مخيم صبرا وشاتيلا الواقع في لبنان راح ضحيتها حوالى 1300 فلسطينيا ولبنانيا .

كما أن هناك الكثير من المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الأبرياء والمدنيين ، ما نراه اليوم من جرائم ومجازر الحرب العدوانية ، التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، هو حلقة في سلسلة العنف التي تتميز بالتكثيف وبالتصعيد و بالمزيد من الفظاعة الوحشيه ، وتعتبر إسرائيل ما تقوم به من جرائم وحشيه ضد الأبرياء ، من أجل ضمان وحماية وجودها ، وعليه فهو بنظرهم سلوك مدروس ونهج  منطقياً ، حتى لو كان هذا المنطق وحشي ، ومن بين أهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي في زراعة الموت ونشر الدماء في قطاع غزة :-

أولا: محاولة زراعة فكرة بأن من يتحدى إسرائيل يدفع ثمنا باهظاً هو ومن حوله ، واستعمال العنف ضد الأهالي هو من الأساليب التقليدية لأنظمة الاستعمار الاستيطاني ، وما يميز قوات الاحتلال هو أنه الاستعمار الاستيطاني الذي لم يحسم المعركة ، فما زال شعب فلسطين حيا يرزق رغم كل الماسي ، وما دام هو كذلك لن يهدأ لإسرائيل بال ، وستظل تلجأ إلى العنف الشديد لردع على كل من يريد تحرير بلاده من الاحتلال والسعي للاستقلال ، وستظل اسرائيل تخاف منه خوف المجرم من انتقام الضحية.

ثانيا: يريد كيان الاحتلال ترميم ردعها أمام شعبها ، الذي تهاون أمام صورة الجيش الذي لا يقهر ، وصار يحس بعدم الاطمئنان وبالخوف مما يحيطه ، وأصبح يشكك في قدرة جيشه في توفير الأمن ، وتخشى دولة الاحتلال أن يؤدي فقدان الثقة إلى الهجرة من البلاد ، أو من الهجرة من المستوطنات المحادية لحدود قطاع غزة أو بما يعرف ( بغلاف غزة ) ، وكلا الأمرين هما ضربة في صميم المشروع الصهيوني ، الذي يعتبر الهجرة إلى البلاد والاستيطان من ركائز قيام الدولة بمنظور إسرائيل ،  إضافة لذلك تسعى قيادة الاحتلال إلى تهدئة خواطر الشارع الإسرائيلي عبر غريزة للانتقام وسفك الدم الفلسطيني .

ثالثاً: تسعى إسرائيل عبر القتل الجماعي والدمار الشامل إلى عمل شرخ كبير بين جماهير غزة وحركة حماس ، وتقوم مباشرة وعبر وكلائها في الغرب والعالم العربي ( صهاينة العرب ) بالترويج لفكرة أن حركة حماس تتحمل مسؤولية القصف الوحشي على قطاع غزة ، وكان اسرائيل كانت سوف تتعامل و بكل رقه وهدوء لو كانت أمامها فصائل اخر من فصائل المقاومة ، قتل المدنيين لتحقيق مآرب سياسية هو التعريف الدولي للإرهاب ، وإسرائيل تفي بكافة معاير الإرهاب .

رابعاً: تحاول دولة الاحتلال الإسرائيلي إستعادة هيبتها أمام أعدائها وحلفائها ، بعد ما حل بها فجر السابع من أكتوبر ، وهي تلجأ إلى استعراض قدراتها في القتل والتدمير وارتكاب الجرائم ، بهدف استعادة روحها القتالية ، وتوجيه رسالة إلى كل من يخطر ببالها أن من يتحدى دولة الكيان المحتل بان سيلقى دمار وقتل كما يحصل الآن في قطاع غزة ، القتل الجماعي للمدنيين والأطفال هي غاية مقصودة لتحقيق هدف الردع الإسرائيلي لأي جهة أو فصيل يريد تحرير الأرض واستعادة الدولة .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي