من لا يقرأ التاريخ، أو يقرأه قراءة خاطئة، يرتكب أخطاء قاتلة ومميتة، بها تسقط الدول والحضارات، والحكام والحكومات، وهو نفس المنهج الإبليسي في القراءة الخاطئة، بأفضلية النار على الطين، والقرار الخطيئة بعصيان أمر الله له بالسجود لأدم، وبهذا المنهج خرج من رحمة الله.
والمتابع لقيادات المليشيا الحوثية الارهابية ،والمتحوثين عبيد الإمامة، من عكفتها ورعيتها، وهم يطلقون التهديدات، المبطنة والصريحة، ضد المملكة وقيادتها، ويُسَيّسُونَ العبادات ومناسك الحج والعمرة في مساجد الله، وفي بيت الله العتيق، والتي أمر الله أن لا يذكر فيها غيره بقوله سبحانه ﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَـٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُوا۟ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدࣰا﴾ [الجن ١٨].
هم بهذه المواقف، يقفون موقف إبليس، في قرائته الخاطئة، وقراره الخطيئة، وهو نفسه موقف كل أعداء المملكة، الذين لا يقرأون التاريخ، وقضت عليهم ضربتها القاضية، بعد استنفاذ منهج الصبر والحسنى، وأصبحوا في مجاهل النسيان والتاريخ، وبقت المملكة بعدهم شامخة، ترقب وتراقب مشهد نهايتهم الحتمي.
اليوم المليشيات الحوثية الإرهابية وقياداتها، تجاوزت في سلوكها العدواني ضد المملكة كل حدود الصبر والحسنى، يدفعها لذلك وهم القوة المزعومة، باعتقادها أنها هاجمت الأسطول الأمريكي، عنوان التفوق والسيادة الإمريكية، والتي دفعت اليابان ثمناً باهضاً بمهاجمته.
المليشيا الحوثية الارهابية، تعيش اليوم "علو الوهمين":
١-وهم القوة بتخيلها أنها واجهت وهزمت أمريكا.
٢-وهم الولاية المزعومة لإمامهم.
ولو كان للوهمين حق وحقيقة، لكان النصر حليفاً لأوليائهم المزعومين في الماضي، لكن التاريخ سجل دوماً هزائمهم لا انتصاراتهم.
وصوت العقل يقول لهم لا تختبروا حلم قيادة المملكة العربية السعودية وصبرها، فعليكم قراءة التاريخ، والبحث فيه عن كل من حاول ذلك، لن تجدوا لهم أثر، لقد ذهبوا وطواهم النسيان، وبقيت المملكة بقيادتها، شامخة تحمي الحرمين الشرفين والإسلام والمسلمين.
فكل الذين حاولوا في السابق، والذين يحاولون اليوم، خوض هذا الاختبار، مدفوعين بقراءتهم الخاطئة وقراراتهم الخطيئة، فهم قطعاً لم يقرأوا مقولة ومنهج الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله، حول صبر وحلم القيادة السعودية، والذي سار ويسير عليه الأبناء والأحفاد في كل مراحل الدولة السعودية فهو القائل.
"إني جعلت سنتي ومبدأي ألا أبدأ أبداً بالعدوان، بل أصبر عليه، وأطيل الصبر على من بدأني بالعداء، وأدفع بالحسنى ما وجدت لها مكاناً، وأتمادى في الصبر حتى يرميني القريب والبعيد بالجبن والخوف، حتى إذا لم يبق للصبر مكان، ضربت ضربتي وكانت القاضية".
نعم هو منهج الصبر والحسنى، والضربة القاضية، التي أطاحت وتطيح وستطيح، بكل من عادى ويعادي المملكة.
المعادون للملكة، والواهمون أن بمقدرتهم أذيتها، أو العدوان عليها، لا يقرأون التاريخ فيقعون ضحية أوهام الزيف، التي قادتهم لاختبار صبر المملكة.
المليشيا الحوثية الارهابية، تعيش زيف وهم القوة، ووهم الولاية، وهو امتداد لوهم الزيف للفقه المغلوط الذي يعيشون أكاذيبه، وكان سبباً لهزائمهم ومعاناة وقتل المسلمين بدعاويهم الكاذبة بالولاية والإمامة عبر التاريخ، فعندما قاموا بانقلابهم الإمامي، رفعوا شعارات أجمع عليها اليمنيون، لبناء دولتهم الاتحادية، لكنهم لم يلتزموا بها، وادخلو اليمن حرباً جعلتها تعيش مأساة إنسانية مرعبة، فليس مشروعهم نهضة اليمن ومجده، وإنما مشروعهم هو دعم مشروع ولاية الفقيه في إيران والمنطقة، تمهيداً للولي الإمام الغائب بزعمهم الذين يعتقدون أنه سيدهم عبدالملك الحوثي، ولذا يعلنون صرخة الولاية له في ادائهم منسك العمرة، وبهذا السلوك الذي مارسوه لم يراعوا فيه لا الله، ولا دينه، ولا بيته المحرم، ولا كرم الضيافة والرعاية السعودية، إنه سلوك القراءة الخاطئة، والقرار الخطيئة، ووهم القوة.
فهم بهذه القراءة، والولاء والولاية، لإمامة ولاية الفقيه، قتلوا كل مشاريع الخير في اليمن، وأدخلوا اليمن في حرب مستمرة داخلية وإقليمية ودولية، لا تخدم اليمن الشعب والدولة والأرض، ولا تخدم الاستقرار والتنمية والسلام في المنطقة، ولكنها تخدم المشروع الإيراني، وهيمنته في المنطقة، وأعتقد وفقاً لقراءتهم الخاطئة وقراراتهم الخطيئة، وسلوكهم القائم على ذلك، أنهم يسيرون عُمي البصر والبصيرة، إلى مصيرهم المحتوم، الهزيمة والخروج من التاريخ، كغيرهم من الذين سبقوهم، في الهزيمة والخروج، وستبقى المملكة شامخة تشاهد هذا المصير المحتوم ومن يعش يرى.
-->