الحوثي: المغادرة المبكرة والآمنة تكتيك واقعي!!!

د. عبدالحي علي قاسم
الاربعاء ، ١٨ ديسمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٢ مساءً

 

ليس في الوقت متسع، كما لم يعد للمساومة من هامش يسعف، وتخفيف روعة القادم بإستراتيجية الهجوم والأستعراض كوسيلة مثلى للدفاع، لن تغير من واقع التهاوي المعنوي للحوثي على وقع تساقط الأذرعة الإيرانية، وعبثا أن تؤجل نهايته.

   الرسالة التي يجب فهمها حوثيا، لم تأتي فقط من مجموعة خمسة زائد الشرعية ممثلة بالرئاسة اليمنية في آخر اتفاق عقد في الرياض، بل حتى الحليف في مسقط انتفضت ريش مخاوفه، حتى من إيواء محمد عبدالسلام وتواجده، وقطر أيضا استوعبت فهما، أن زمن البهلوة لصالح الصديق الحوثي أضحت مغامرة. الرياح العاصفة تجري بما لا تشتهيه شهية البقاء للحوثي حتى المحايد، لذا ننصح الحوثي أن يجر وعصابته ذيول الهروب المبكر والآمن إلى إيران، والتسليم حتى لا تكن تبعات المعركة أكثر وبالا عليه وانصاره، وعلى ما تبقى من مكاسب الدولة المختطفة.

   عشرة أيام كحد أقصى، ينتهزها عبد الملك وجماعته لمغادرة اليمن بدون كذبة مقاومة، أو شعارات فارغة، لأن جيش الوطن المرابط والمستعد بجهوزيته الجمهورية، وبدعم دولي كبير، وتغطية جوية لا ترحم ستكون على مشارف صنعاء في أيام قليلة، وعندها تنتهي مسرحية السلالة وشعاراتها الفارغة.

وعلى المضللين، والخدم المغفلين، تكفير سيئات نصرتهم لمشروع الظلم، في الثورة مع جيش الوطن، الذي سيهاجم أوكار العصابة من الحديدة، ومأرب، وحجة، والضالع، وإب.       المجتمع الدولي الغربي وصل إلى قناعة أن اللعب بمتغير الحوثي كان خطأ إستراتيجي فادح، وظفته إيران لزعزعة وتهديد وابتزاز المنطقة العربية وتحديدا الخليج، وتكلفة اللعب به أكثر خسارة في حسابات واشنطن ولندن وباريس، وتهديدا إستراتيجيا للسعودية والإمارات وبقية دول الخليج، والكل قد أجمع مع الشرعية بكل مكوناتها على اقتلاع الوجود الحوثي.

باختصار، وبدون بروبجاندا، ودعوا صنعاء غير مأسوفا عليكم، وبأقل تكلفة، وانجوا بجلود بقاءكم، فربما تحصلوا على لجوء في طهران، هذا إن حالفكم الحظ مع نفسية خامنئي ، التي تتعوذ من تبعات وجودكم، وشؤم طالع التساقط لأدواتها في المنطقة.

   لا تنسى عبدالملك بدون الف لام التعريف المزيفة(السيد) أن تصطحب معك السفير (الرئيس) الإيراني في صنعاء، وبلاش أبوها الاستعراضات بمراسيم خروج رئاسي، فأنت مرصود، وهدف سهل لصقور الجو المهاجمة قريبا..

لا تعول انتبه على حاضنة شعبية لا تؤمن البتة بشعارات الموت والنهب، بل هو القمع، والخوف، الذي زرعته عصابات الموت، فالكل يتربص الساعة للانتقام منك وجماعتك، وحتى هروبك ليكن سرا حتى من جنرالات، ومشايخ النهب، وتعلم من الأسد الهارب بعض تفاصيل وتكتيكات الهروب الآمن. اقرأوا التأريخ جيدا فهو يكرر نفسه ولا تقولوا اليمن استثناء، فقد قالها الثوار قبلكم، فأتت السنن وغادروا، وزيادة أنكم النسخة الأكثر وبالا، وتجويعا، وامتهانا لكرامة الناس وحرياتهم، وسرقة حتى للرواتب التي لا تؤمن حتى لقمة شريفة لجائع، ولذا عجل الله زوالكم، ويطوي صفحتكم قريبا.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي