من هنا تأكل الكتف، ومن اليمن نحصل على ما نريد. مع الحوثي قليل من التكلفة، ومكاسب إستراتيجية لإيران. الرد في اليمن الخاصرة الرخوة، والظهر الجيوإستراتيجي المكشوف للخليج لا سيما المملكة العظمى. هنا حصاد الجزرات، ولا عصا حقيقية تطال أطماعنا. هذه ببساطة لغة الخطاب السياسي الإيراني.
إذا، هل من لغة ذات ردع حقيقي؟ باعتقادي، لغة العصا فقط هي الحل مع مشروع الابتزاز المفتوح للحوثي. عبثية الجزرات، والمساومات تزيد الحوثي ضراوة، ولا تردع أطماعه لا سيما أن إيران ترى فيه عصا سحرية، ورهان المغامرة الناجح في تصفية حساباتها بالشقيقة الكبرى لليمن، والشرعية اليمنية، وحتى القوى الغربية.
كل يوم يمر دون إلحاق هزيمة صفرية بالحوثي، ستدفع المملكة السعودية، والشرعية اليمنية، وحتى منطقة الخليج من رصيدها الإستراتيجي، وتفقد جزء حيوي من هيبتها الدفاعية والأمنية.
اللعب مع الحوثي بدبلوماسية الجزرات يجافي منطق العقل السياسي المحنك والسليم، وقراءة سطحية للواقع المليشياتي المصمم إيرانيا وبعمق ديمغرافي، وجغرافيا سياسية عالية الخطورة والتأثير.
إيران بعد تضخم الذراع الحوثي، وتقوية قاعدته العسكرية، وتطويرها لم تعد تقبل بانصاف المواقف مع المملكة العربية السعودية، وفن الممكن في علاقات متوازنة، إم أن تخضع الشرعية، والمملكة العربية السعودية للطموح الإيراني في المنطقة، واليمن على وجه التحديد أو تقلب الطاولة، وتعبث بأمن الجميع.
أنتظر العالم، واليمن، والخليج الرد الإيراني على إغتيال إسماعيل هنية، وانتهاك السيادة الإيرانية، لكن الرد جاء بخلاف المتوقع، أخطأ مساره، وضرب صافر اليمنية البترولية، لأسباب:
الأول، أن إيران تدرك أن يدها لن تطال إسرائيل بقدر ما سوف يلحق بها من خسائر إستراتيجية مدمرة لمشروعها النووي، ومواقعها الاستراتيجية ومنشآتها الحيوية، وكل ما يمكن أن يطال إسرائيل من صواريخها، بالكاد أن يصل مقذوف إلى العمق الإسرائيلي. فهناك من تطوع للقيام بالمهمة. ثانيا: إيران تدرك ما لحق بالحوثي من ضربة موجعة إثر ردة سلاج الجو الصهيوني لميناء الحديدة، وهي رسالة لإيران، وللحوثي على السواء، مفادها، أن اللعب في البحر وكفى، وهو ما تعلمه الحوثي جيدا.
ثالثا: إيران ومعها الحوثي تدرك أن هناك توافق سعودي إماراتي لعودة أحمد علي عبدالله صالح للحياة السياسية، وأن زيارته لمأرب من ورائها استعدادات خطيرة، وتغيير قادم في خارطة اللعبة السياسية، لاجتاث مشروعهم، فجاء الرد في صافر سريعا.
الأخوة في المملكة، وأخص بالذكر سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حان الوقت للعزم والحسم، ولا مناص من مواجهة صفرية مع مشروع الخراب والابتزاز، دونما حسابات ضيقة، ولتكن الشرعية القائمة وجهتك، ومحل دعمك، ومعكم دول الخليج، مع أمل أن تهتدي الدوحة للخطر الحوثي، وتتجنب دعمه.
حذاري الأخوي ياسيادة المملكة أن يكون لكم والإمارات عناوين، وخيارات مربكة في معركة اليمن في مثل هذا التوقيت الخطير، فالمرحلة لا تحتمل أي تغييرات إستراتيجية في القيادة، جنبوا الرغبات، فإيران ترى في اليمن خيارها الإستراتيجي الفاعل في استنزاف رصيدكم الأمني، والإقتصادي، وربما ما هو أبعد لو قدر الله، وأي تغييرات ليس سوى إرباك خطير لن يستفيد منه سوى الحوثي ومن ورائه إيران، للعبث بأمن اليمن وجيرانها. الوقت ينفذ، وما يمكن أن تخسره اليوم غدا ستدفع أضعافه دون فائدة، ولا بد من مناجزة هذا الخطر بدعم الشرعية بسخاء، والمساعدة في نجاحها، ومشروعها الوطني بقيادة فخامة الرئيس رشاد العليمي وقيادة الشرعية.
إيران حاليا ترى في اليمن والمملكة السعودية المنطقة الرخوة، التي سوف ترد بها على الولايات المتحدة وحلفائها، وهذا لم يكن ليحدث لو أن اليمن مستقر، ومحصن من النفوذ الإيراني، وفيه شرعية قوية تؤمن ظهركم الحيوإستراتيجي المكشوف.
ليس في متناولكم خيارات أكثر نجاعة، من حرب إقتصادية مفتوحة على الحوثي، أحد خيارتها سياسة البنك المركزي، التي علقت لقاء استنفاد الخيارات مع الطرف الحوثي، وبعض الهواجس الأمنية. رص صفوف القوى الوطنية، ومن ورائها التحالف لدك المشروع الحوثي، إسقاط الحديدة أولا لتقطيع الأطراف، وخصار المركز ثم إسقاطه. هذا هو الحل الناجع، ودونها مغامرات ستجلب الكوارث على المنطقة والمملكة العربية السعودية في المقدمة.
-->