شائع وزيرا للخارجية! أمطرت ولو مرة يافخامة الرئيس بخلاف العادة!

د. عبدالحي علي قاسم
الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢٩ صباحاً

      لا يوجد منصب حكومي يمني شغله وزير مخضرم بحنكة، وكفاءة، وخبرة د. شائع محسن. تستطيع أن تحدث بكل ثقة، ومعنى عميق أن لليمن وزير خارجية بحجمها. رائد، وعراب محترف في العمل الدبلوماسي، ليس فنا فقط، بل منهجية تقرأ معطيات الواقع الإقليمي والدولي باقترابات نظرية لا يفوتها تفاصيل مشهد المتغيرات، وتفاعلها. كل ظاهرة ومنهجها المناسب، بدء بواقعية المصالح وكثافتها، وصولا لفهم صناع القرار ، وعقلية أهتمامهم ومحيطهم السياسي.

    إذا هي نافذة أمل غير مسبوقة أن تذهب وظيفة عامة إلى مكانها المناسب، وخبيرها المحنك، وعنوانها النزيه، وهامة تدبيرية تحسن تعبئة الموارد لتحقيق الأهداف، كما تستلهم فلسفتها علميا.

حسنة مشكورة تستحق الثناء لكل من كان له سبق الدعم، والترشيح في وضع الوزير شائع محسن في مكانه المناسب.

   يا فخامة الرئيس العليمي، ومعالي مدير مكتبه الشعيبي، ومن كانت له يد المباركة للوزير شائع، صنعتم قرار بمهنية وطنية، لا شك أنكم والوطن سوف تلمسوا ثمارها، مهما كان الوضع معقدا، وغير مشجع، ومشتبكة معطياته، واللاعبين على ترابه. فمختبر الرجال منعطفات التأريخ السياسي الأكثر قتامة، وشبه المنعدمه حلولا، وشائع نافذة نور فتحت في جدار ظلمة السياسة الخارجية.

   لا يملك أي سياسي، أو دبلوماسي وصفة سحرية للواقع المعقد بكل استخقاقاته الداخلية والخارجية،  لكن ثمة اختراقات موفقة قد تساعد في زحزحة الواقع المرتبك، لوضع القيادة السياسية نحو المربع المناسب في طاولة اللعبة السياسية للخروج من عنق الخيارات الضيقة، إلى هوامش المناورة المعقولة لترتيب البيت السياسي اليمني بصورة أفضل من الوضع الذي هو عليه حاليا.

وخطوة الرئيس العليمي بوضع الوزير شائع في موقع وزير الخارجية خطوة في المسار الصحيح، وآمل بأن تتلوها خطوات أخرى موفقة.  

   المهمة ليست يسيرة، وركام التعيينات السابقة في وزارة الخارجية بدون معايير مهنية واحترافية سوف تكون معضلة أمام الوزير شائع، وطموح نجاحه، لكنه يعرف، ولديه الإرادة والجرأة! كيف يصلح آفة تلك المدخلات الرديئة؟ ويحسن معالجتها، وإدخال إصلاحات جديدة تفي بمخرجات دبلوماسية تقدم اليمن ومصالحه الحيوية بأفضل طريقة ممكنة. بل تعيد تعريف العمل الدبلوماسي اليمني بشيئ من النضج الذي يحسن قراءة الواقع الإقليمي والدولي، ويعيد صياغته بطريقة غير تقليدية، والتوسع في الهوامش المهمة والحيوية في محيطنا.

  أخيرا، سيادة الرئيس أمطرت بخلاف العادة ولو مرة، ونتمنى أن تمطر كثيرا بخلاف العادة، والاستحقاقات العقيمة والمحبطة التي اعتدنا أن تحبطنا في كل تغيير يخرج علينا بطوالعه غير المتوقعة.

بالتوفيق معالي الوزير شائع ورئيس الحكومة الدكتور أحمد عوض بن نبارك.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي