لا أعرف كيف أواجه أحزاني !!

صالح المنصوب
الجمعة ، ١٩ مايو ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٠٥ صباحاً

تظل الأحزان تخيم على قلوبنا وتجعلنا نعيش أيام أنكسارات حقيقية و تذوب معها كل السعادة ، واقع مؤلم جعل مشاعرنا تتكىء على أوجاع ومعاناة معنوية .

كبت مؤبد يعيش بداخل الكثير منا وما نحن الا نموذج من الألاف وتتنوع المعاناة لكن أشدها أن يمرض ويموت من تحب وأقرب الناس إلى قلبك ولا تستطيع أن تراه بسبب الحواجز التي صنعتها الحرب ، أما أن تقود مغامرة قد تجعلك في السجن وتضيع سنوات عذاب من عمرك بداخله وأما أن تبقى وتتعذب بشكل يومي كلما تتذكر المواقف تنتحب من البكاء ، يشدك الشوق إليهم لكن محال أن تسلك طريق العودة بسبب القضية التي تؤمن بها والهروب من شبح الجحيم  ..

قضينا بعاد لسنوات طويلة أشبة ما نكون بسجن مفتوح وتذكرت زملائي الذين قضوا ثمان سنوات في غياهب السجون الذين دفعوا ثمن مواقفهم  .

عانى والدي المرض وكنت أحلم بزيارته فكان رده لي في كل اتصال عندما كنت أطلعه على قرار زيارته بالرد لا يا أبني ، مات رحمه الله وتغشاه بالجنة وانا بعيداً عنه اتجرع كأس الحزن وأغرق بدموعي وكلما اتذكره تزيد مواجعي وانكساراتي .

سنوات مضت على رحيله رحمة الله وانا اكتوي بالحزن ولا أعرف كيف أواجه أحزاني  ، وكم من صديق عزيز مرض ورحل عنا ولم نراه أو نشارك في جنازته .. هذا حالنا الذي نبدي سعادة وابتسامات مزورة أما في داخلنا فتكوينا مواجع واحزان ..

والأقسى أن تلك العظيمة التي رسمت صورتها في قلبي وتغتسل بدموعها يومياً وتنتحب لفراقي وهي على فراش المرض وقد تقدمت بالعمر و أمنيتها وحلمها الوحيد أن تراني ولا تستطيع فلا أبن لها ولا  بنت سواي ، هي كل شيء بالنسبة لي ، وكل اتصال لها له حكاية وحزن متجدد ، وآخر اتصال لها تقول لو فتحت الطريق لقطعت المسافة على الأقدام لأنني لا اقوى على سفر الطرقات الطويل .

هي ما تبقى لي فحبي لها عظيم ، لأنها ما تبقى من روح أمي رحمها الله وما أقسى ما تعيشه من ايام وهي على فراش المرض ، لا أعرف كيف حالها .

شفاك خالتي الحبيبة يا من زرعتي كل تفاصيل الأم في قلبي وزادك الله عافيه وأبعد عنك شبح المرض .

هذا حالنا المؤبد بالقهر والإنكسار بسبب الحرب التي جعلتنا في شتات وما انا الا نموذج من المئات الذي يعيشون أقسى تفاصيل الوجع .

 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي