شرعية مجلس القيادة الرئاسي على المحك؟!

د. علي العسلي
الخميس ، ١١ مايو ٢٠٢٣ الساعة ١١:٥٤ مساءً

 

إذا احترت في شرعية كيان ما، فعُد إلى من منحه الشرعية، وتأمل لنصوص المنح، ثمّ أحكم!؛ وقارن الافعال بتلك النصوص لتكتشف حقيقة من يحاول أن يتذاكى، إذ أن النصوص لا تقبل التحايل أو التلاعب بها، وعلى الكيان المعني الالتزام بها نصاً وروحاً، إن اراد استمرار شرعيته؛ وهذا ما ينطبق على مجلس القيادة الرئاسي واعضائه!؛ فعندما نلاحظ مثلاً عبث عضو مجلس القيادة اللواء عيدروس الزبيدي، نطير فوراً، لإعلان نقل السلطة للرئيس هادي، لنرى نصوص الإعلان، والذي هو ملزم لجميع ا الاعضاء الذين قبلوا التكليف، و ينبغي عليهم الالتزام بها حرفياً!؛

فقد جاء في ديباجة الإعلان، وهي خلاصة الخلاصة؛ لأن فيها التسبيب والغاية والهدف من صدور الإعلان!؛جاء فيها، بناءً على الصلاحيات الممنوحة لي بموجب دستور الجمهورية اليمنية، وفق تجسيد ارادة الشعب واحترام الدستور والقانون وحماية الوحدة الوطنية ومبادئ واهداف الثورة اليمنية، والالتزام بالتداول السلمي للسلطة والإشراف على المهام السيادية المتعلقة بالدفاع عن الجمهورية وتلك المرتبطة بالسياسة الخارجية للدولة؛ واستناداً على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية؛ وبمقتضى المادة التاسعة من الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية والتي نصت على ضرورة اتخاذ كافة التشريعات اللازمة لتنفيذ الضمانات الواردة في المبادرة الخليجية وأهمها تلبية طموحات شعبنا في التغيير والإصلاح، وإزالة عناصر التوتر سياسياً وأمنياً؛ وبصفتي رئيس الجمهورية اليمنية، ورغبة في إشراك القيادات الفاعلة في إدارة الدولة في هذه المرحلة الانتقالية، وتأكيداً على التزامنا بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية ووحدة أراضيه؛... أصدرنا إعلان نقل السلطة... إن إشراك الرئيس لدماء جديدة ومكونات لها وجودها في الميدان، ليس إلا للحفاظ على اليمن، ولمواجهة الظروف القائمة وتجاوزها، ولذلك تمّ استيعاب قادة تلك المكونات في رأس السلطة، فإن لم تستوعب، فقد تشكل عائقاً؛ اشركهم ليكونوا عوناً لإدارة الدولة اليمنية، لا سيفاً مسلطاً عليها؛ ولأنهم قوة فاعلة على الارض، فاصطفافهم جميعاً يسرع من إنهاء الانقلاب؛ إما بقبوله بالسلام سلماً، فإن أبى فبالحرب.. أدخل الرئيس هادي " الزبيدي وطارق صالح وابو زرعة "، كونهم قوًى جديدة وفاعلة على الارض، ولم يشتركوا في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، اشركهم لإدارة الدولة والمحافظة عليها، ولإنهاء عناصر التوتر الأمني والسياسي، اشركهم بشرط الالتزام بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه كما جاء في ديباجة الإعلان !؛ اشركهم كي يحقق جوهر الحوار الوطني الشامل في المشاركة الواسعة، اشركهم كحرص منه على المحافظة على أواصر الإخوة بين كافة الشعب اليمني، انطلاقا من ضرورة تحقيق سلام شامل ودائم، اشركهم من أجل تحقيق الأمن والسكينة ولاستقرار في الوطن وسلامة أرضيه، اشركهم لاستكمال المرحلة الانتقالية تنفيذاً للمبادرة الخليجية والياتها التنفيذية، ولتوافقات الشعب اليمني!؛ غير أن عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء الزبيدي قبل بالإعلان شكلاً، وبموجب قبوله أصبح عضواً في مجلس القيادة الرئاسي وجزءً من الشرعية، والمفروض أنه يتحمل ما عليه من إدارة دولة الجمهورية اليمنية؛ لكنه في الواقع خالف الإعلان نصاً وروحاً؛ فهو من بعد تشكيل المجلس مباشرة، لم يُقسم اليمين الدستورية، بحسب نص القسم في دستور الجمهورية اليمنية، أقسم خارج القسم الدستوري المكتوب، دون أن يُوقِفه أحد، أو يلزمه في الحال مجلس النواب لإعادة قسمه؟!؛ فمشّي حالك أنت في اليمن، كل شيء مخالف للدستور وللقوانين النافذة، ولذلك نحن على ما نحن عليه فلا نُحسد!؛ ولأنه لم يلزمه أحد بإعادة اليمين حسب الدستور، فاستمر في مخالفته لروح ونص إعلان نقل السلطة، وبالضد منه تماماً!؛ إلى أن وصل به الحال والغرور أن يجمع من جمع في عدن العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية، ويتحدى بالتوقيع على ميثاق يؤسس لدولة انفصالية، وبالتالي فإن مثل هكذا سلوك، قد جعل مجلس القيادة الرئاسي بأجمعه في محك حقيقي، والخشية على شرعيته إن لم يتلافى هذا الأمر، ويصوب المسار، وينفذ ما رغب به الرئيس عبدربه منصور هادي من قراره لنقل السلطة، نقول لمجلس القيادة الرئاسي الصمت يوقعكم بفقدان الشرعية، فما نراه غير ممكن تصديقه! ما هذا؟ كفى استهتاراً وتجاوزاً!؛ عليكم ان تنقذوا شرعيتكم يا مجلس القيادة الرئاسي !؛ فأنتم على المحك! شرعيتكم في خطر؟!؛ والخطر عائد في تقديري إلى الآتي:-

- أن عضو مجلس القيادة الرئاسي الزبيدي مستمر في مخالفته لنصوص إعلان نقل السلطة، وبعض الاعضاء راضون عنه، أو يؤيدونه، والمجلس عموماً نائم، ولا موقف له مما يحصل، كذلك الراعون الضامنون لم يوقفوا المتجاوزين عند حدّهم!؛

- وما كان ليحدث ما سبق إن كان قد أعتمد وأصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي القواعد المنظمة لعمل المجلس وهيئة التشاور والتصالح، والفريق القانوني والاقتصادي!؛

- كذلك فإن لجوء بعض أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، لتأييد خطوات الزبيدي يعرض العمل الجماعي المتجانس للمجلس للخطر، كذلك الامر تجميد أي عضو لنشاطه قد يضر بالمجلس ايضاً!؛

- عدم تنفيذ كثير مما جاء في إعلان نقل السلطة بعد عام، يعرض شرعية المجلس للخطر!؛

- قد يعرض المجلس شرعيته للخطر ايضاً؛ إن قبل أن يكون الانتقالي ممثلا للجنوب في اطار تفاوضي وممثلين عنه فقط للتفاوض مع الحوثي!؛

فما هي الحلول إذاً التي تبقي المجلس شرعياً دون تشكيك به، أو خطر عليه؟!؛ أعتقد أنها تتمثل بالآتي:-

- التنفيذ الدقيق والأمين لما جاء بإعلان نقل السلطة، ولن يتم ذلك، إلا من خلال اجتماع اعضاء المشاورات اليمنية-اليمنية من جديد لتقييم الموقف، ثمّ التوقيع على ميثاق شرف يتعهد بموجبه كل أعضاء مجلس القيادة الرئاسي على التزامهم الكامل بما جاء في إعلان نفل السلطة !؛

- على عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس للزبيدي إعادة اداء القسم الدستوري!؛

- سرعة اصدار القواعد المنظمة لأعمال المجلس واعضائه، فهي الكفيلة بالحد من هذا التخبط الحاصل والتصرف المخالف لروح الاعلان!؛

- التقيد الصريح بالفقرة (ي) من المادة واحد بالإعلان، والتي تنصّ على انه لا يحوز لأي عضو من اعضاء المجلس رفض المشاركة في اجتماعات المجلس إلا لأسباب الوفاة أو العجز أو المرض العضال، سمعنا أن احدهم جمد نشاطه! فهل هو مصاب بمرض عضال أم ماذا؟؛ وهل لم يطلع على هذه الفقرة من الإعلان أم أن الجميع لا يكترث بما يكتب ويقر ويوقع عليه؟!؛

- التقيد بالمادة (٧) التي تعالج الحل السياسي.. حيث جاء فيها: " يتولى مجلس القيادة الرئاسي التفاوض مع الحوثي لوقف اطلاق نار دائم في كافة انحاء الجمهورية والجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل، يتضمن مرحلة انتقالية تنقل اليمن من حالة الحرب إلى حالة السلام".. فالتفاوض حصريا لمجلس القيادة الرئاسي، لا للانتقالي ولا لتجزئة الحل، ولا للدول الاخرى!؛

- سرعة هيكلة القوى الفاعلة في اطار الجمهورية اليمنية، و في وحدات الجيش الوطني، تحقيقا لما رغب به الرئيس هادي في اشراكها في ادارة الدولة اليمنية في المرحلة الانتقالية!؛ وهنا أثني على انفتاح الجيش الوطني على الجيش المصري الذي يزور اليمن حاليا وفد رفيع من قيادته ، واقترح ان تكون الهيكلة وبناء الجيش الوطني على يد الجيش المصري!؛

تمنياتي من الجميع أن يحترموا النصوص المكتوبة التي ارتضوها، وأن يكونوا مسؤولين واعين، لا عاطفين، مدمّرين ومجزئين المجزأ، الذي نريد بتوحيد الصفوف ان نلملمه من جديد.. جمعتكم مباركة مقدما وحفظ الله اليمن وحداً موحداً !

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي