صدق الصحابة وكذب السلاليون

تيسير السامعي
السبت ، ٢٩ يونيو ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٧ مساءً

 

أستمعتُ إلى أحد منظّري السلالة وهو يسوِّق فكرة الولاية، يزعم أنها ثابتة ولكن الصحابة -رضوان الله عليهم- ارتدوا وانقلبوا عليها، كما انقلب بنو إسرائيل على موسى وهارون وعبدوا العجل.

 

هذا الكلام يضرب صميم الإسلام يحوّله من دين جاء رحمة للعالمين إلى دين عائلي جاء من أجل أن يرسخ الملك لبني هاشم.

 

قلت في نفسي: ماذا لو كان هذا الكلام صحيحا؟ معقول محمد -صلى الله عليه وسلم-

الرحمة المهداة والنعمة المسداة والسراج المنير من أرسله الله رحمة للعالمين ظل ثلاثة وعشرين عاما يدعو الناس إلى المساواة والعدل، ويعلمهم مبادئ الشورى والحكم الرشيد،

ويعلي من قيم الأخوة، وفى آخر أيامه ينقلب على ذلك كله، ويعطي لأبناء عمومته مكانة أعلى من بقية الناس، ويهدم كل مبادئ الشورى، ويوصي بالأمر لابن عمه، وزج ابنته من بعده؛ حاشاه بأبي وأمي أن يفعل ذلك.

 

كيف يفعل ذلك والله أمره فى في كتابه أمرا صريحا [وشاورهم في الأمر]، لقد كان -عليه الصلاة والسلام- يشاور أصحابه بكل صغيرة وكبيرة، فكيف في أهم قضية تهم أمر الأمة لا يشاورهم؟

 

سيقول قائل: كيف يشاورهم فى أمر جاء من عند الله؟

 

نقول: لو كان جاء من عند الله لكان نزل فيه قرآن يُتلى إلى يوم القيامة.

 

إن عظمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وأخلاقه الكريمة، التي زكاه بها الله في كتابه، تؤكد أن كل ما يزعمه السلالون كذب وافتراء.

 

فالصحابة -رضوان الله عليهم- ساروا على هدي رسولهم الكريم، ونفذوا تعاليمه، وأقاموا الشورى، فاختاروا لهم خليفة بعد رسول الله وفق القيم والمبادئ التي تعلموها..

 

علي بن ابي طالب -رضي الله عنه- لم يظهر مبدأ الولاية ولا الوصاية، التي يروج لها السلاليون اليوم، بل كان واحدا منهم، وشاركهم الأمر كله.

 

لذلك نقول "صدق الصحابة وكذب السلاليون".

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي