الحوثيون في حوارهم الثنائي مع المملكة لصناعة خارطة الطريق

عبدالناصر العوذلي
السبت ، ٢٩ يونيو ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٨ مساءً

 

يؤكد رئيس وفد الحوثي محمد عبدالسلام فليتة أن ماسمي بخارطة الطريق إكتملت وتم التوافق عليها بينهم وبين الأشقاء في المملكة. 

 

وأكد أن خارطة الطريق سلمت للأمم المتحدة لإعلان نتائجها والإشراف على تنفيذها .

 

هذه التفاهمات الثنائية التي صيغت في شكل خارطة طريق قال أنها من ثلاث مراحل تبدأ .

 بالمرحلة الأولى

 

 بالملف الإنساني إطلاق سراح الأسرى وصرف المرتبات مع إعلان عن توقف العمليات العسكرية نهائيا. 

 

والمرحلة الثانية هي المرحلة الإقتصادية وإعادة الاعمار مع رحيل كافة القوات الأجنبية. 

 

المرحلة الثالثة الذهاب الى مرحلة انتقالية تبدأ بالحوار اليمني اليمني .

للوصول الى توافق لتشكيل حكومة وطنية مشتركة ..

 

ولم يذكر الملف الأمني ولا السلاح السيادي الذي تسيطر عليه الجماعة الحوثية ولم يذكر شكل الدولة القادمة كل الذي قاله أن المملكة توافقت معهم لإيقاف شامل للحرب والإنطلاف نحو المراحل الثلاث. 

 

انا من وجهة نظري أرى أن المسألة هي أن أخوتنا في المملكة يريدون الخروج من دوامة الصراع اليمني بأي وسيلة كانت حتى وان كان الأمر تسليم زمام الأمور للحوثي ..

 

 لأن خارطة الطريق التي تحدث عنها محمد عبدالسلام تعطي الحوثيين الكينونة والديمومة وترحل الصراع ليكون صراعا دائما ويمنا غير مستقر .

 

المشكلة أن محمد عبدالسلام يؤكد أن حوارهم مع المملكة كان ثنائيا بمعنى أن الحكومة الشرعية لم تكن ضمن هذا الحوار وأنها مغيبة تماما عنه .

 

في مثل هذه الحالة لا أعتقد أن خارطة الطريق هي خارطة سلام بل هي خارطة استسلام لأنها اعطت الحوثيين الإنقلابيين كل عناصر القوة وستصبح القوى والأحزاب السياسية والشرعية بشكل عام على هامش الأحداث وليس لهم إلا مايقبل به الحوثي .

 

وفيما اذا قبل الحوثي بعد حوار مع القوى السياسية فسيقبل بشراكة صورية وديمقراطية هزلية بمعنى أن الحوثي سيكون هو المهيمن على القرار السياسي وعلى كل مفاصل الدولة وسيكون عبدالملك الحوثي الولي الفقيه الذي لا يمر أي قرار سياسي إلا بعد أن يزكيه ..

 

وهذا يعني بالحرف الوحد انتصار إيران في اليمن وانتصار الحوثي هو انتصار للدعم الإيراني وهو انتصار للحرس الثوري الإيراني وهو انتصار لحزب الله .

 

وعليه فأن الإمامة قد عادت بوجهها الجمهوري وثوبها السلالي وتغيرت أهداف السادس والعشرين من سبتمبر الى أهداف الواحد والعشرين من سبتمبر وهو ذات الشهر مع فارق بسيط وهو نقصان اربعة أيام منه لاضير في ذلك طالما أنه بإشراف الشقيقة الكبرى. 

 

وهنا نتساءل هل نصت خارطة الطريق على هوية الدولة وشكل الدولة وماهو وضع الجنوب في هذه الخارطة ووضع حضرموت والمهرة وسقطرى . 

 

خارطة الطريق هي من وجهة نظري تأكيد على أن الجمهورية سقطت سقوطا نهائيا وأنها ستبقى صوريا لمرحلة معينة ثم يعلن الحوثي دولته ومملكته ..

 

هذا الخطر الحوثي ليس فقط على اليمن بل هو على كل الجوار العربي أدركوا ذلك أم لم يدركوه وهو امتداد للجغرافيا الإيرانية وتوسع للتنظيمات الشيعية وتحويل صنعاء الى حديقة خلفية للملالي الذين سيكون خطرهم على الهوية اليمنية وعلى الهوية العربية بشكل عام وتفريس لكل ملامح اليمن تمهيدا لتفريس الجزيرة العربية.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي