يلوح في الأفق شيء ما.. نسأل من الله أن يكون لصالح اليمن واليمنيين!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٠٧ فبراير ٢٠٢٣ الساعة ٠٤:٠٥ مساءً

هناك تحركات مكوكية، خصوصا من قبل الولايات المتحدة الامريكية، تحركات بعد جمود دام لأشهر، ويبدوا أن الوسيط العماني قد رطب قليلاً الحوثين.. لذا وجب علينا التنويه والتحذير من أن تمديد الهدنة أو حتى الذهاب لطاولة المشاورات والتفاوض بغرض الحل الشامل، بشروط حوثية، فهو انتصار للحوثي وليس لليمن واليمنين؛ وقد يؤسس لحرب أهلية طويلة سيكون المتسبب فيها دول التحالف وامريكا العظمى!؛وآثارها لن تتوقف في اليمن، بل ستتجاوزها للإقليم ولأمن العالم في البحار الدولية! ينبغي ويجب أن يكون معلوماً أن تمديد الهدنة مرهون بتنفيذ بنودها والأهم الآن وليس غداً فتح الطرق الرئيسية من وإلى تعز، هنا يكون قد أعاد الوسطاء وامريكا ومبعوثها والمبعوث الأممي للهدنة اعتبارها ومردودها النافع على الشعب اليمني!؛  كذلك ينبغي ويجب أن يكون معلوماً أن الذهاب لحوار سياسي يفضي لحل شامل ودائم مرهون بالالتزام بالمرجعيات الثلاث، فلا ينبغي حوار من الصفر، بل ينبغي الحوار على الآليات لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل، وينبغي عدم القفز على القرارات الدولية المتصلة بالشأن اليمني، وبخاصة القرار 2216 !؛  كذلك إن كان لدى الحوثين حسن نية، وانا أشك في ذلك، فعليهم تنفيذ أولاً اتفاق ستوكهولم كاملاً قبل أي تفاوض أو حوار جديد، ينبغي عليهم اطلاق الاسرى والمختطفين وفق القاعدة "الكل مقابل الكل"، وينبغي عليهم أن يوردوا جميع المبالغ من حين وقع اتفاق ستوكهولم ولحد الآن لفرع البنك المركزي فرع الحديدة في حساب دفع رواتب كل الموظفين بحسب كشوفات شهر 12 من عام 2014؛ وينبغي عليهم الغاء كافة اجراءاتهم غير القانونية في المؤسسات والجامعات، وينبغي عليهم تسليم خرائط زرع الألغام، وينبغي عليهم التوقف عن تهريب الأسلحة بالمخالفة للقرارات الدولية، وينبغي عليهم الموافقة على فصل الملف اليمني عن الملف الإيراني!  يلوح في الأفق شيء ما، لاحظناه من النشاط الكبير للدبلوماسية الغربية في المنطقة وبخاصة في دول التحالف العربي ، تمثل في وصول المبعوث الأمريكي على عجل، ما يوحي أن أمر ما قد أنجز؛ وملحوظ كذلك من تصريحات مكتب المبعوث الاممي، ومن خلال إعلانات عُمان وكذلك من تلميحات الحوثيين.. نتمنى أن يكون المُعدّ والمتفق عليه، لصالح اليمن واليمنيين؛ ونشد على القيادة الشرعية الاستمرار نحو السلام، ولكن السلام الذي يحقق الحل الشامل، ويستند على المرجعيات الثلاث، بحيث ينهي الانقلاب ويحاسب المنقلبين على جرائمهم ضد الوطن والمواطنين، فإن قبلت السلطة الشرعية بغير ذلك!؛ تكون قد استسلمت ومكنت الحوثين لحكم اليمن بالقوة، وتكون قد أنهت شرعيتها باستجابتها للدول والقوى العظمى التي لم ولن تمنحها الشرعية، فمن يمنح الشرعية هو الشعب اليمني والثبات على المواقف والثبات على الأرض!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي