بقايا إنسان في بلد أوجعته الحرب

صالح المنصوب
السبت ، ٢٩ اكتوبر ٢٠٢٢ الساعة ٠٤:٣١ مساءً

عندما تعيش لحظات مع نفسك تقلب الماضي فتجد فيه كل ما هو جميل من كرم وقيم واخلاق وعادات قبلية اصيلة , فيه الأنسان الاصيل,  في كل الجوانب المختلفة تحاول ان  تسترجع ذكريات فتجد دموعك لا تتمالك ان تصبر لتعبر عن تلك اللحظات فتقاسم معك الحزن . من عام لآخر يتغير الناس يختلفون يحضر الظلم بكل تفاصيلة والقهر, واذا ما فتشت اليوم قد لا تجد انسان خالي من الوجع , في الزمن الجميل كان الناس صباحاً يذهبون الى حقولهم ترافقهم نسائهم ومعها الماء والخبز يضعوه  امام حقولهم لعل جائع يمر ليتناول ويشبع جوعه , كانوا لا يمنعون احداً من الحصول على جهيش المحصول وبدون حارس , ومن مات يبكيه الجميع بصدق كأنه احد من العائلة توفى  ,ىصوت المعينة و اغاني الحقول ترافقهم , تشعر بالحياة والأمل لا ظلم ولا حقد ولا حسد ولا حسابات , برأة وطيبة بكل تفاصيلها ورحمة وشفقة استوطنت قلوبهم . طردوا المستعمر ببندقيه بسيطه وازاحوا الامامة بفعل ثوري حقيقي نابع من القلب وارادة لم تنكسر , من المذياع يستمعون ويجتمعون قلوبهم تسبق اجسامهم , كان الانسان انساناً , لا يقبل الظلم ويعشق الحرية , استغرب من يقبعون اليوم وقد استسلموا لعشاق القتل والخراب . في الريف لازالت بعضاً من تلك الصفات من لا تدخلها ثقافات العصر المدمرة , التي قضت على الاخلاق بالفيس والوتس كل قبح الثقافات المستوردة .يأكلون معاً ويحزن سكان القرية معاً من مات منهم كأن احد افراد عائلتك مات , ومن مرض يتألم الجميع , وكلاً يمنح الآخر ما لديه كلاً يتفقد الآخر هل لديه طعام .

اشتاق كما يشتاق الجميع الى تلك البرأة والقلوب التي كان فيها من النقاء ما لا تجده اليوم , قلوب ارتبطت بالله ونفذت كل توجيهات نبيه عن صدق وخوف منه .

اما اليوم فلا تجد سوى بقايا انسان دمرته الحرب وفيه من الوجع مخزون يفيض حزناً , فالكل يحمل هماً ووجعاً ولا يسأله الآخر عن حالة , تحضر ثقافة  القتل والكراهية  بقوة , كلاً يفكر كيف يقضي على الآخر بسبب غير معروف  , وهذا ما يجنية الجميع يقتتل الجميع .

نعيش ايام كلها وجع نتذكر انسان الماضي الجيد وبعضاً من انسان اليوم المتلون , عندما ترى انسان تجد في تعابير وجهه الحزن ومثقل بالاحزان وحياته وايامه حبلى بالمواجع , حرب مستعرة وطرقات مقطوعة وغلاء معيشي وحياة كلها نكد , هناك من فقد ابنه  واخر اخية وابية بداخله الحسرة والحزن في حرب لم تتوقف منذ سنوات لم يتوحد فيها الجميع للأنتصار للحق والقضاء على الطرف الباغي الذي لايريد الخير للشعب .

نحن بحاجة للعودة للماضي قيماً واخلاقاً وثورية , والى ثقافة الماضي الذي كان خير جليس هو الكتاب , ونأكل مما نزرع , واعادة انتاج ثقافة الأخاء والحب والاخلاق والصدق وحب والوطن ووحدة الروح ونبذ الكراهية والطائفية المقيتة ليشعر الانسان انه انسان .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي