أنا غير سعيد .. !!

صالح المنصوب
الثلاثاء ، ٠٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠١ مساءً

أنا غير سعيد لأن قلبي مثقل بالهم من هموم غيره من القلوب.

ففي العيد تجد زحمة التهاني التي تكتب بعضها جزافاً وتكراراً كل عام بأماني بعيده عن الواقع المزحوم بالمأساة والحزن الذي  ترى فيه وجوه تجعدت أحلامها وأخرى ارهقها تعب الزمان ومتعبين يبحثون ما يسد جوعهم ، ومرضى لايجدون قيمة العلاج ومبعدين ومشردين جار عليهم الزمان يحلمون بنظره لأسرهم وسجناء في غياهب السجون بدون ذنب لهم سوى أنهم رفضوا الظلم .

أحسنوا إلى الفقراء والمتعبين لتنالوا الأجر من الله وبذلك تكون السعادة الحقيقية و ليتكم تبكون كلما وقع نظركم على محزون وجعلتم دموعكم سطور من نور تسجل انكم في دفتر الإنسانية ، السماء تبكي والأرض تئن لحال الموجعين فهل آن لكم أن تغرسوا بذرة الرحمة والإحسان في قلوبكم .

وصدقوني أن اليد التي تصون الدموع أفضل من اليد التي تريد الدماء فالمحسن افضل من القائد وأشرف من المجاهد لأن الله أحبه فالله يحب المحسنين.

والسعادة ليست بالتهاني فالرحمة هي السعادة والهناء ولايمكن أن تجتمع الرحمة والشقاوة في قلب واحد والبعض من البشر لاترى في قلبه قطرة من الرحمة فهو وجد ليتسلى ويسخر لحال الموجعين من مزقت ثيابهم وأصبحت حياتهم كلها وجع بعد أن جار عليهم الزمن وهم كانوا أكرم الخلق فأحذروا أن تكونوا من صنف المتسليين فإنهم وحوش ضاريه.

ارحموا الأرملة التي مات زوجها ولم يترك لها غير صغارها ودموعها التي لا تتوقف بعد الرحيل .. ارحموا الزوجات فإنهن الأضعف والله اوكل امرهن اليكم وارحموا ابنائكم ولا تجعلوا منهم أشقياً فتكونوا من الظالمين .

احسنوا إلى البائسين والفقراء وأمسحوا دموع  المتعبين من نازحين وموجعين وارحموا البسطاء يرحمكم الله وتكونوا في عيدكم من السعداء ..

أما أنا فلا أستطيع التظاهر بالسعادة و قلبي مثقل بالهم والحزن فقد مضت ست سنوات وأنا في أماني اللقاء مع من كان فراقها كل الشقاء وحرمت من قبلات على رأسها اسمع الصوت فتسيل الدموع ، كيف نسعد و غزة فلسطين يموت ويبكي أهلها كل لحظة وأجرام يطالها من صهاينة ومجرمين العصر الحديث لا مثيل له ،وصنعاء مزحومة بالجائعين وجاثم على صدرها من لبس ثوب القتل والخراب .

 تحية قلبية لكل قلب غرست بداخله قيم الرحمة والإحسان والسلام والحب والتعايس .

الخير للمتعبين والذل والهزيمة للظالمين والنصر لغزة وأهلها الصامدين.

عيد فطر سعيد .. كل عام وانتم وأسركم وكل الموجعين في اليمن والوطن العربي بألف خير وعافية وسعادة.

#صالح_المنصوب

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي