إن لـم تسـتـعيـدوا الـوطــن فــلا أهميـة لتجـمعـكــم!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٢٠ يوليو ٢٠٢٢ الساعة ٠٤:٥٣ مساءً

مائة يوم مرت على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، دون إنجاز يذكر، دون جديد مميز، دون تصحيح ما اعوج، دون خطط موضوعة للتنفيذ في واجبات الدولة وخدمة المواطنين، دون تنفيذ اتفاقات مبرمة ((اتفاق الرياض- أنموذجا))، فعلام نلوم الخصوم إذاً واتفاق الرياض له ما يقارب اثلاث سنوات دون تنفيذ، ومجلس القيادة الرئاسي له أكثر من مائة يوم، ولم يخط خطوة باتجاه استعادة الوطن.. وتصحيح الاختلالات، والزحف باتجاه الجبهات.. فماذا يمكن بعد كل هذا عسانا أن نستشرف للمستقبل؟!

مائة يوم كلها هدنة بتمديداتها ويقال إنها ستمدد ستة أشهر أخرى؛ والآلاف من الخروقات والاختراقات الحوثية، بل والقيام بعمليات عسكرية أخرها على تعز ووزير دفاع الشرعية فيها.. تحد مستفز؛ لكنه لا يهز شعرة عند مجلس قيادتنا العتيد؛ لا ولم يكتف الحوثي بذلك، بل يهدد بأن لا تمديد للهدنة القائمة.. وفي نظري فإن الهدنة بالأساس ليست وقفة تأمل وتعقل!؛ كي يبنى عليها!؛ 

بل أتت الهدنة كمحاولة لتثبيت وضع قائم هو عند الأغلبية مرفوض!؛ فمن يا ترى من مكونات الشرعية يرتضي الوضع القائم أن يحكم الحوثي أجزاء غالية من وطننا الحبيب باستخدام القوة والعنف والارهاب؛ ومن يرتضي أن يستمر الحوثي باستعباد الشعب وفرض الإتاوات والجبايات عليهم، وتجنيد أبنائهم خدمة لمشاريع إيرانية غير يمنية، ومن يرتضي أن يتحكم الحوثي بعائدات النفط والاتصالات وباقي المؤسسات الإيرادية وهو يجنيها له ولجماعته ولا يدفع رواتب عموم الموظفين!؛ ومن يقبل بأن يدير الاقتصاد ايمني بالمضاربة واسوق السوداء والتهريب وما الى ذلك؛ فالحوثي يدير جزء من الوطن بنظام مصرفي مغاير للجمهورية اليمنية؛ ومن يقبل من الشرعية أيضاً تصدير التهديد للجيران؟!

إن الهدنة بالمنطق هي زمن محدد ومحدود لتلقط الأطراف أنفاسها؛ ولتصل المساعدات الإنسانية للمستحقين الذي لم يصل ابداً؛ ولتنعم الاطراف بالأمن لبرهة ليشجعها ذلك على بناء الثقة؛ كي يتحقق وقف شامل لإطلاق النار، والدخول مباشرة في إقامة سلام دائم وعادل لا ينتقص من المرجعيات الجمعية مطلقاً!؛ فأين هذا الشيء فيما يجري؟؟!

فرحنا بأن تكون التشكيلات المنشئة في مناطق المحررة -بعيدا عن الجيش الوطني والتراتبية العسكرية وعقيدة وحرفية الجيش الوطني-، قد اتفق على دمجها في تشكيلات الجيش الوطني، لتكون المحصلة جيش قوي يهابه الخصم ويدفعه نحو السلام سلما؛ فإن لم فالبدء الفوري باستخدام القوة لإجباره على السلام بالطريقة التي يعرفها!؛ لكن لم يحصل من ذلك شيء خلال مائة يوم طويت، فلا يزال كل في موقعه واضيف إليه الصفة الشرعية والرسمية لتحركاته ولقاءاته، فيلتقي بموجبها بالمؤسسات والافراد؛ ويوجه بما يحلو له وفيما يريد!؛ لم نرى أو نسمع عن دمج وانتهاء تشكيلات وظهور أخرى؛ ولم نرى أو نسمع عن تحركات كما يعمل الخصم الذي رأيناه يستعرض وتتخرج في مناطق سيطرته تشكيلات ضخمة!؛ ولم نرى او نسمع عن قرب التحرك لاستعادة أجزء من الوطن المستباح من قبل الحوثي لتزداد ثقتنا باستعادة الوطن كله!؛

بعد مائة يوم لا يزال الوضع كما هو والهدن هي سيدة المشهد، والخروقات الحوثية والقيام بعمليات العسكرية هو السائد، والملاحظ ان مجلس القيادة مكتفي بالتهديد للحوثي في وسائل الاعلام!؛ ألم تروا قرية صغيرة في البيضاء تصدت للحوثي وبينت كم هو ضعيف وهش فساندوا انتفاضات شعبنا في البيضاء وصنعاء وعمران؛ إن لم تتخذوا قرارا بعد بالتقدم، ولا تسمحوا للهدنة بأن تجعل الحوثي يثبت حكمه على المواطنين بالقوة على الأرض! وأرجوكم: غادروا مربع التهديد وأرونا واقعاً ما تجمعتم من أجله، وهو استعادة الوطن، استعادة الجمهورية، استعادة المؤسسات، فإن لم تفعلوا كأنكم في نظر شعبكم لم تتجمعوا!؛ فلا فائدة ولا أهمية إذاً لتجمعكم!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي