وكأن أحزان الأرض جاثمة على صدورنا

صالح المنصوب
السبت ، ٠٩ يوليو ٢٠٢٢ الساعة ١١:٤٩ صباحاً

غصة في حلقي و جرح غائر في قلبي ، احاول أن اطرد ذلك الكم الهائل من الحزن في أول أيام عيد الأضحى لكنه استوطن المشاعر وأصبحت غارق بالأنين ، تشدني الذكريات الى أهلي وأسرتي فلما معنى للعودة وفي المكان يغيب أبي وأمي ولا جدي وجدتي فلمن سأمنح قبلاتي سوى لقبورهم  ، لكن الحنين الذي لا يتوقف إلى تلك التي اعطتني كل حبها وجعلتني كعصفور في قلبها ، أن تبعد قسراً وتتشرد الى أرض لم تعيش فيها الذكريات وايام الطفولة هي أقسى وأمر وكأن أحزان الأرض جاثمة على الصدر.

شاهدت الناس يشدون رحالهم للعودة إلى الديار فكان الوجع كبيراً والانكسار المعنوي حاضراً ، لأن الكثير غادر وتبقى انت تعيش الحزن ، نكذب عندما نقول اننا سعداء في واقع  مؤلم وان ابتسمنا فهي مزورة أما القلب فيبكي لهذا الحال القاسي المؤبد بالقهر لنماذج كثيره أشد منا وجعاً من لهم مرضى ومن لا رواتب لهم  ومنهم في السجون .

ليس عندي ما هو أغلى من تلك ولا ذاك ولا فراق وبعاد قطعة من قلبي.

ماتت المشاعر ماتت الفرحة التي نزورها في كل مناسبة بعد أن ماتوا من كان سبباً في وجودي ، ركام كبير من الوجع لأنك وحيداً تقلب الذكريات تحاول أن تبتعد عن تقليب المواجع لكن المشاعر تقودك إلى مزيد من الحزن ؛ مبعثر والظل الذي يقيك همومك قد غادرك  وأصبحت بدونهم تعيش الحيرة والوجع .

لمح بصري عقب صلاة العيد يميناً وشمالاً فوجدت وجوه تقول كيف نسعد كذباّ هذا واقعنا تشقق منه الجبال ، طفل في ملابسه الرثة قلت ما يخفيه هذا الطفل يحكي عن نهاية الشفقة ، وان يصل الحال يتباهى البعض بذبح اثوار بينما آخرون يكتتون بالقهر والمعاناة فلا عيد لا سعادة .

بماذا نرد على مشاعرنا المدمرة ، سوى بالبوح ما بداخلنا من وجع ، تطاردنا الذكريات المؤلمة و يسجن سعادتنا الواقع المر !؟

الحجر الصحفي في زمن الحوثي