لماذا قعطبة طرقها وهمومها منسية من دفاتر الجميع ؟

صالح المنصوب
الخميس ، ٠٢ يونيو ٢٠٢٢ الساعة ٠٥:٤٩ مساءً

بعد سبع سنوات فراق عن الأهل بسبب الحرب فكر أسامة بزيارة شقيقة إلى حيس بمحافظة الحديدة إلا أنه احتار كيف يمكنه الوصول  وما أقرب الطرق بدون مخاطر . 

هكذا يقول أسامة الزبيدي لو كانت طريق قعطبة الفاخر إب مفتوحة لما حصل كل هذا العناء والعذاب .

الى حيس وجهة أسامة الذي كان بنفس الكرسي معي في طريقنا إلى عدن وتنهيداته ترتفع بين فترة وأخرى وهو يتحدث عن المسافة والألغام المزروعة .

أسامة حزين جداً يحكي لي  عن حيس الذي أصبح الوصول إليها محفوف بالمخاطر ...

هكذا امثال أسامة كثير فمن قعطبة إلى قعطبة عليك قطع مسافة 16 ساعة وتمر بعدد من المحافظات ومثلها طريق مريس دمت لكن لا يوجد من يتحدث عنها وهي تربط عدد من المحافظات ولا تختلف عن طريق تعز الحوبان الذي يعيش سكان تعز العذاب بسبب قطعها  . الا أن محافظ محافظة الضالع لا يهمه ما يعانيه المواطن ومشغول فقط بقرارات التكليف لوكلاء ومدراء لقعطبة فقط وهو المحافظ الذي دخل قائمة غينتس  اصداراً للقرارات والتكليفات وكلاء ومدراء وبعضها يلغيها بمزاجيه  ولا يهتم بمحافظته ومعاناة سكانها ومتابعة خدماتها ولو من باب الإحراج سوى تدشين كراتين مركز سلمان وأواني بعض المنظمات فقط .

ما أقسى الفراق الذي يكتوي فيه ملايين اليمنيين ويعيشون ايام القهر تكاد قلوبهم تتوقف من لحظات التفكير والأشد عذاباً التنقل في الطرقات وكانك مسافر الى دولة أخرى .

يقول أسامة سبعه اعوام غائباً عن الحديدة وهي فترة عمر من فترة قبل الحرب و أتت الحرب لتحرمنا من زيارة اهلنا ومن نحب .

يفكر أسامة بالمسافة وهو قادم من الضالع نحو عدن .. ليقطع مشوار اخر نحو إب وبعده رحلة المغامرة الى حيس  أو عن طريق الساحل .

طريق ملغومة وللدراجات فقط مخاطرة ومغامرة هكذا يقول أسامة بوجع وحزن كبير  تبوح به دموعه .

قطع الطرقات أم الجرائم لكن أن يتم الحوار عن طريق واحد لايليق بالجميع ففتح كل الطرقات واجب مقدس لينعم الناس بالحركة دون عناء وتسهيل الزيارات للأرحام .

نتمنى أن ترحموا أسامة وكل المسافرين وكل مواطن يحلم بالزيارات والتحرك في وطنه الكبير ونستغرب من نسيان طرق قعطبة  وهمومها من قائمة الجميع هل لأنها لا يوجد من يتحدث عنها في سلطات الجميع!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي