دروس الغفوري .. في عيون عبده حوثي

د. محمد شداد
الثلاثاء ، ١٧ مايو ٢٠٢٢ الساعة ٠٩:٣٩ صباحاً

بات الكل مشفق على عقلية عبده حوثي بمقابل ما توصل إليه اليمنيون من فكر وفلسفة وفهم للإسلام وتبحر في علوم الحياة...بات قناديل الغي بمقابلهم شمع لا تقوى حتى على مقاومة السراج الممول بدهن الجاز.

أتحداه أي عبده أن يقرأ " دروس ميسّرة للمتقين وسواهم " للفيلسوف المبدع مروان الغفوري ويخرج منها بشيء بل ستنطفئ انواره المدعاة ويفقد مخرج الكهف ويتلاشى صوابه ويتلعثم أمام شاشات الدجل ثغاؤه ولن يخرج من دروس المروان بشيء يذكر ستنغلق عليه خلايا الفهم ويقف عنده جهاز الذاكرة.

سيعود بدون حياء يطلق شعوذاته أمام علماء اليمن وشاشات التلفزة مدعياً المعرفة سبقه لذلك الجنون علي صالح عندما جلس على منصة قاعة جمال عبدالناصر في الجامعة يحاضر علماء جامعة صنعاء في كل مجال، ويطلق عبارته البائسة فقد بصره وبصيرته أمامهم ولم يخطر على باله سوى مثلاً أطلقه " "علمكم هذا عصيد في كوز" بمعنى أنه لا يمكن إخراج العصيد أي العلم إلا عندما يتم كسر الكوز وتناسى رأسه الكوز المجخى..

وكان الأحرى كمسؤول أن يخاطب الحضور بما هم له أهل لكن فاقد الشيء لا يعطيه الكهانة ذات رؤوس متعددة حلت اللعنة المنظوماتية للحكم المتخلف على اليمنيين وما إن تنقشع غمتها عنهم فترة حتى تعود أخرى، مصيبة عبده حوثي الذي يطلق عليه أتباعه وابن عمه حمود عباد علم الهدى، بعد أن كان يطلق عليه معتوه مران وكان صادقًا في الأخيرة لأنه كان يتقلب في نعيم الجمهورية وكذب في الأولى لأنه وقع في شباك عبده الأعمى. 

مشفق على القناديل من شموس اليمن اليمنية وكواكبها العلمية في كل مجال، باتت مقولة نحن خزانات العلم ومفاتيح أسرار القرآن خرافة كبيرة، لن تنطلي على أحد بعد اليوم، الدروس التي يلقيها الطبيب الكاتب الشاعر الفيلسوف مروان الغفوري وغيرها باتت شوكة في عيونه وعيون كل مشعوذ يقف على منبره يهيم شمالاً ويسارًا ليس لديه من الدين سوى آيات النكاح والطلاق وأحاديث الاستجمار والطهارة والغسل وتتبع عورات العباد..

اليمن بكل ما هو عليه من دمار ومآسي وحزن وأخبار حزينة تطرق مسامع شعبها ليل نهار، إلا أن مبدعيه نجوماً تضيء الآفاق بداية بالفنان رشاد السامعي صاحب أجمل ريشة في الشرق الأوسط يختزل آلاف الكلمات بكركاتير يفوق تأثيره ألف خطاب لعبده الحوثي مروراً ب محمد المياحي الشاب الصحفي الباذخ في لغته وكتاباته، والمعلم الثوري بلال الأحمدي، صعوداً إلى ما يلقيه القيل محمد المقبلي في ندواته من ابداع وطني، وما ويكتبه القيل موسى قاسم نبشاً في زوايا تاريخ الكهنوت المظلم. والروائع التي يكتبها الدكتور محمد جميح أذهان يقرأون النص فيختزلونه ثم ينتجون من بين سطوره نظريات وطنية وتاريخية واكتشافات حقائقية تصيب القارئ بالذهول، مروراً بالقيل خالد الرويشان روح صنعاء والفن والشعر والوطنية والقصيدة والحرف، هؤلاء نماذج بسيطة للعائشين وعذراً لمن لم يتسع لهم المقام، أما من رحلوا عن دنيانا فهم آلاف الأعلام والشماريخ الفكرية لا يتسع لذكرهم المقال.

مشفق على قناديل الضلال من صوت بلقيس اليمن توكل كرمان المثل المتميز للمرأة اليمنية التي باتت تجوب الدُنا تحارب خشب الكهانة ممثلة لليمن ونسائها صادحةً بحتمية تطبيق قواعد حقوق الإنسان ومطالبةً بالعدل والحرية لكل يمني تحديداً ورفع الظلم عن كل عربي وأجنبي على وجه العموم..

لم تعد خرافة القناديل تنطلي إلا على من سحقت الإمامة عقولهم وأخذتهم بعيداً عن دروب الحياة بعد أن تحوصلت في قلب الثورة كي تفعل فعلها أخذتهم بعيداً عن وهج الثورة وحرية الجمهورية وأضوائها عزلتهم غُيبت عقولهم فغابوا وورثوا الغباء والجهل لأبنائهم استمر اعتقادهم بالتمذهب والتعصب، مذهب العنف فقاسة الإرهاب كما أطلق عليه القيل الدكتور عبدالله الشماحيى فأصابتهم لوثته ولعنته وأشبعهم موتاً وخوفاً وقتل على كل جبهة تحتز أحلامهم.

حاولوا ولا زالوا اختزال اليمن وهويته وأهله وعلمائه في هويتهم الدينية وسلاليتهم القميئة وخرافاتهم المستهجنة، لكن هيهات سبقتهم الأنوار أنوار الثورة اليمنية والعلم سكنت عقول اليمنيين وأضاءت بالهدى والحق دروبهم فغدو شهباً تحترق بها صدور وقلوب الكهنوت المتعدد فهيهات أن تعود الإمامة ودهمائها ولا يغرنَّ الطامحين لعودتها الانكسار الذي حصل، ما أنجزته كان بفعل الظروف وتفرق الصف ومساندة الفرس وقوى الاستعمار، لكن ثانية وثالثةً ورابعةً هيهات أن يستمرو وإن غداً لناظره لقريب..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي