الوديـعــــــــــــــــــة؟!

د. علي العسلي
الأحد ، ١٣ مارس ٢٠٢٢ الساعة ٠٧:٣٢ مساءً

الوديعة السعودية بحاجة أن تتظافر معها عائدات منفذ الوديعة، وما يذهب الى حساب الإدارة الذاتية (الملغاة)، أي إلى لحساب المجلس الانتقالي في البنك الأهلي، حيث جميع الموارد في العاصمة عدن تذهب لذلك الحساب باستثناء عائدات الجمارك تذهب الى البنك المركزي؛ فشكرا لرئيس مصلحة الجمارك على التزامه بالقانون.. المفروض كل الإيرادات تورد الى البنك المركزي من المهرة وحتى الحيدة من اجل دف رواتب الموظفين واستقرار العملة ودورة النقود من وإلى البنك المركزي اليمني الفرع الرئيسي بالعاصمة المؤقتة عدن!

 

 نعود إلى الوديعة السعودية والتي لم تصل بعد إلى البنك المركزي اليمني __عدن؛ ولا يزال الريال اليمني يواصل انهياره الحاد أمام الدولار الأمريكي، وحتى منذ اصلاح البنك المركزي لم نرى تحسنا لافتا؛ فكل أسبوع نقرأ إعلانات عن وصول الوديعة في هذا الأسبوع، وهذا الأسبوع... ومرّ شهور ولم تصل بعد.. يعلم الله ما أصابها!؛ أهو فيروس كورونا؟!؛ وخضعت للعزل!

أم أن أخطبوط الفساد هم العائق الوحيد لوصول الوديعة السعودية ومساعدات وهبات الدول الأخرى !؛ أم عدم تنفيذ اتفاق الرياض هو السبب؟!!

أم أن الانتقالي (الزبيدي)، والاحمر(هاشم) هما السبب؛ حيث أن الأول مسيطر ومستولي على البنك الأهلي بالعاصمة عدن وكل العائدات تروح لحساب الانتقالي من أيام الإدارة الذاتية، ولا تصل الواردات إلى البنك المركزي باستثناء الجمارك كما تفيد المصادر؛ والأخر مسيطر على منفذ الوديعة، المنفذ البري الوحيد للجمهورية وما يترتب على ذلك من عوائد مالية ونقدية كبيرة تزيد عن (33)مليار من المنفذ ومطار سيئون الخاضع لسيطرة هاشم الأحمر، ويقال ان الواردات بعضها ينهب وبعضها يذهب لفرع البنك المركزي بمأرب ولا يصل للبنك المركزي بدن!؛ فالوضع الاقتصادي اليمني لا شك يحتاج إلى إصلاحات مستمرة، وهذا الشيء يتطلب الى دعم مستمر للوفاء بالاحتياجات المطلوبة، لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتخفيف معاناة الشعب اليمني، ولتحقيق الاستقرار النقدي وضبط أسعار صرف العملة الوطنيةّ!

وبالأرقام فإن العجز للعام الجاري 2022، يقدر بحوالي (2.4) مليار دولار؛ حيث ان اليمن يحتاج إلى (11.2) مليار دولار كطلب إجمالي للعملات الأجنبية لتجنب خطر المجاعة؛ بينما العرض الإجمالي منها هو (8.8) مليار دولار 

 ويمكن تفصيل إجمالي العرض من العملات الصعبة للعام 2022 فهي على النحو الآتي: {{( 3.5مليار دولار تحويلات مغتربين  )، ما قيمته (2.7 مليار دولار معونات وهبات متوقعة)،(1.5 مليار دولار أو يزيد كقيمة صادرات متوقعة من النفط الخام، والغاز إذا ما تفاوضت الحكومة بشأنه مع الاتحاد الأوروبي في ظل الازمة الروسية الأوكرانية كبديل لأوروبا)،(1.1 مليار دولار قيمة صادرات متوقعة من السلع غير النفطية) }} أما تفاصيل إجمالي الطلب من العملات الصعبة للعام 2022، فهي على النحو الآتي: {{(4.5 مليار دولار لشراء السلع الغذائية الضرورية والاساسية)، (2.7 مليار دولار لشراء المشتقات النفطية)، (3.3 مليار دولار لشراء السل والخدمات الأخرى)، (700 مليون دولار لتدفق رأس المال إلى الخارج)}} ...المصدر: صفحة الدكتور(الجلبوب) رئيس مجلس ادرة البنك الاهلي على الفيس بوك..

إن الحلول لمنع مجاعة في اليمن الحصول على (قروض بدون فوائد)، يتمثل بوضع (وديعة سعودية)، لدى البنك المركزي اليمني، بمبلغ لا تقل قيمته عن (3 مليار دولار). إضافة الى رفع الهبات والمساعدات.. فهل الوديعة ستكون بهذا المقدار؟!؛ ولو تأخرت فإنها ستحل المشكلة بغير ذلك فالمجاعة محققة والانهيار الشامل للعملة سيزداد وقد يصل إلى (2000) ريال للدولار الواحد، كما ذهب بعض الاقتصادين والخبراء الماليين!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي