دفنوا النضج السياسي و تاجروا بالقضية

صالح المنصوب
الثلاثاء ، ١١ يناير ٢٠٢٢ الساعة ١٠:١٩ صباحاً

المواقف كشفت عن كل معادن السياسيين الصالح والطالح , وكل يوم يمر ترى ان الوطنية لدى البعض كلام وحب الشعوب شعار للترويض واستمالة عواطف الناس .

لكن المواقف بشكل يومي الذي تمارسه توضح لك الكثير ولا تحتاج الى تحليل والولوج في التفاصيل , فمن كانوا بالامس يمقتون الراسمالية والانظمة الملكية اصبحوا ادوات بايدي حكامها , ومن نادوا بالدين واسمه ذهبوا الى اكبر منتجعات الدعارة ليتحدثوا انها بؤرة انطلاق الخلافة واخرون يهتفون باسم الموت لامريكا وهم يقتلون الشعب وتحركهم سياسات مرجعيات الخمينية .

الحقيقة الوطن اصبح مستباح والاصوات الوطنية تتعرض لقصف معنوي وتهميش ومنهم من ماتوا قهرا على وطنهم الجريح , الصوت والكلمة الفصل اصبحت للعاهات التي لا تعرف معنى للوطن ولم تعرف معنى التراب والسيادة , منها من باع الوطن ليستريح في الشقق ورغد العيش تاركاً بلده ينزف وهو يساعد على ذلك . قيادات وجدت لتبيع همها المال فقط ومن يفكر بالمال يكذب ويتزلف انه يحب الوطن ويستعيد جمهوريته , في الشمال والجنوب من الوطن اليمني الكل يعاني الفقر والجوع والجهل وهي سياسة متبعة لقهر الشعب واضعاف الوعي والتجهيل , اما منهم في الخارج لا يهمهم ذلك فالكثير منهم قد خلعوا ثوب الوطنية واستبدلوه بثوب العمالة يصفقون لأعداء الوطن ويتوهون الناس بكذبهم وبهتانهم العظيم .

نحن بلا سيادة ولا مؤسسات فقدنا البوصلة ومن يتحدث انه ربان للشعب هو يسوقنا نحو الغرق ويقودنا نحو المجهول لان عدو الشعب لا يفكر بمصيره , الشعب يجوع يقتل يسجن من قبل عصابات وفرت لها الحرب تربه خصبة للفيد والحديث باسم الوطن , يحيا الشعب وهو ينهب ويبيع ويهين ويسرق , تحيا الجمهورية وهو يقضي على ماتبقى منها , دفنوا النضج السياسي وتاجروا بالوطنية كلا ينال من الاخر ليكسب ود الممول .

تابعوا المشهد بانصاف وستجدون ان ادوار تلعب بها الوجوه نفسها التي تتقاسم الثروة والعمالة والفيد من يركض ويمول من طرف اجنبي لا يمكن ان يبني بلداً او يدافع عنه , هو مجرد عبد ينفذ رغبات سيده ومن يمد يده هو بعيداً عن الثورية والوطنية ومن يصفق لاستباحة بلده هو احمق قضى على ما تبقى من ذرة الانتماء .

في الاخير من يمارس الظلم لا يمكن ان يكون هو المنقذ والنصر على الانقلاب يجب ان يكون بالقضية والواقعية المتبعة على الارض .   قال تعالى " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ" صدق الله العظيم . هذه قناعتي والله ولي التوفيق .

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي